أبن سهير

 ابن سهير 
     أنا 
بقلم / محمد فتحي شعبان 
 كان أبي رحمه الله غريبا أو بمعني آخر وافدا علي المدينة التي كنا نعيش فيها أما أهل امي فكانوا من أقدم من سكن هذه المدينة فجدي لامي مولود فيها عام 1919 بل كان فيها منطقة كاملة تسمي بأسم عائلتهم .
حين كنت صغيرا إذا سألني أحد الناس من ساكني هذه المدينة ( كبار السن أو قدامي المدينة ) ابن من أنت فاجيبهم أبن فتحي شعبان فلا يعرفه إلا القليل أو أقل من القليل فيظل السائل يستجوبني حتي اقول له جدي هو خميس العبد فيرد مباشرة أنت ابن سهير .
صراحة لم يكن هذا الأمر يحرجني أو يزعجني فأمي كانت موظفة حكومية وكانت تنادي باسمها في العمل فالأمر علي السعة فإنما الأسماء جعلت لنتعارف بها .
كان هذا الأمر عاديا في مدينتنا القديمة ليست امي وحدها التي تعرف بإسمها بل كثيرات خاصة من كن في سن الشباب أو تعدينه بقليل حتي انتقلنا إلي مدينة أخري فكان الأمر مختلف فمن العيب والمستهجن أن تنادي امرأة متزوجة بإسمها المباشر الفتيات فقط من تنادين بأسمائهن أما المتزوجات فتنادي بكنيتها يا ام فلان أو أم فلانة إن لم يكن لديها أبناء ذكور ام إنها لها أبناء ذكور وبنات كنيت بأسم الذكر وإن كان هو الأصغر فأصبح من العيب أن يعرف الناس أسم امي حتي أنه كان يتم التعامل مع أسماء النساء كأنها عورات لا بد من سترها وكان معرفة اسم ام أحد اصدقائنا يعد فضيحة له أو معرفة أسم زوجة أحدهم أيضا فضيحة إلا أن يكون ذلك في محيط العائلة أو اقرب الجيران ومنذ ذلك الوقت لم اعد اذكر اسم امي امام احد بل أصاب بالحرج أذا ذكر اسم امي ولو همسا حتي في مكان عملها الذي انتقلت إليه كانوا ينادونها بكنيتها يا ام محمد هذا أمر سائد في مجتمعات كثيرة ولكن .
تزوج النبي صلوات الله وسلامه عليه من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومن أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها ومن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وغيرهن من أمهات المؤمنين يعرفن بأسمائهن .
امير المؤمنين معاوية ابن أبي سفيان كان إذا حاج أحدا قال خذها وأنا ابن هند فأمه كانت هند بنت عتبة رضي الله عنها ورضي الله عن الجميع كذلك كثيرات من الصحابيات والتابعيات كن يعرفن بأسمائهن بل كان هناك علماء ينسبون إلي أمهاتهم وقبائل كانت تنسب إلي اسماء الأمهات فإنما جعلت الأسماء للتعارف ولينادي بها بين الناس فليس عيبا أو خطيئة أن يعرف أسم امي أو اسم زوجتي.
ولكن مازال في بعض المجتمعات من العيب معرفة اسم الام او اسم الزوجة لا ادري من أين أتوا بمثل هذه المفاهيم
ولكنهم مازالوا يتعاملون بها .
أسم الام او اسم الزوجة ليس عورة 
 ( كما أن صوت المرأة ليس عورة ولكن المنهي عنه هو الخضوع بالقول ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الأحزاب الآية 32 أي نهي عن لين الحديث ونعومته )  وللحديث بقية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم