خواطر حول القرآن والسنة ( 5 )

خواطر حول قصص القرآن والسنة
                (. 5. ) 
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي أكرم خلق الله محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وعلي من استن بسنته وأقتفي أثره واهتدي بهداه 
نعود لنلتقي مع غلام أصحاب الأخدود ذلك الغلام الذي هدي الله علي يديه أمة فاخرجهم من الظلمات إلي النور 
بإذنه .
الراهب يخبر الفتي أنه سيبتلي  وينبهه ألا يدل أحد عليه يعرف الناس بأمر الفتي فكانوا يأتون إليه ليداويهم وذلك بالدعاء فكان يدعو لهم ويدعوهم إلي عبادة الله حتي سمع به جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا وسأله أن يشفيه جليس الملك هذا كان علي الشرك فحسب أن الأمر بيد الغلام وأن الغلام عنده القدرة ليشفيه فأنظر إلي رد الغلام وقد تمكن الإيمان بالله منه ( أنا لا أشفي أحدا إنما يشفي الله ،فإن أنت آمنت بالله دعوت الله لك فشفاك ) يبين له أنه لا يقدر علي ذلك وأن الذي يشفي هو الله سبحانه وهو لا يفعل سوي الدعاء وهنا شىء يغفل عنه كثير من الناس الدعاء هو سلاح المؤمن وقد ورد في الحديث أن الدعاء هو العبادة فيحتاج إلي إخلاص وإلي تعلق القلب بالله إذا دعوت الله فكن علي يقين أنه سيجيبك ومن اقوال الفاروق إني لا أحمل هم  الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء لأنك إن كنت مخلصا في دعائك فالإجابة قريب أيضا فلأن الدعاء عبادة فلا يصرف لغير الله سبحانه .
المهم أن جليس الملك آمن فدعا له الغلام فشفاه الله فذهب جليس الملك إلي الملك فجلس إليه كما كان يجلس فتعجب الملك وسأله من رد عليك بصرك فرد الجليس قائلا ربي فازداد تعجب الملك وسأله ألك رب غيري هذا الملك لم يكن فقط كافرا بل اتخذ نفسه إلها وجعل الناس يعبدونه أنظر إلي طغيانه وانظر إلي حلم الله سبحانه به ،قال الجليس ربي وربك الله فعذبه الملك حتي دله علي الغلام وهنا أيضا مفاجأة للملك ، الغلام الذي كان يتعلم السحر هو نفسه فسأله الملك متعجبا ابلغ سحرك إلي هذا الحد هو لم يعي الأمر بعد ظن ان الغلام وصل إلي حال عالية من السحر فيفعل تلك الافاعيل ولكن رد الغلام رد ثابت ثبات الجبال لم يجبن ولم يهتز فقال ( إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله ) 
وإذا مرضت فهو يشفين ، الغلام علي يقين أنه سيعذب وأنه سيبتلي ولكنه ثبت علي الحق ولم يخش جور الملك وظلمه فنطق بالحق لم يجامل ولم ينافق ولم يأخذ بالتقية وهذا يذكرني بموقف الإمام أحمد في محنة خلق القرآن ومثله الإمام البويطي في نفس المحنة فقد مات البويطي في حديده ولم يجب إلي القول بخلق القرآن كذلك الإمام أحمد بن حنبل عذبوه وسجنوه فلم يجبهم.
يتبع بإذن الله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم