حكايات أبو سفيان

حكايات أبو سفيان 
           6
بقلم / محمد فتحي شعبان 
مرت عدة أيام دون أن أكتب كلمة واحدة ، مجرد أحداث تدور برأسي وحكايات متداخلة مشوشة ، حتي القراءة توقفت عنها لم أفتح دفتي كتاب لاقرأ فيه ، أربعة أيام أو خمس وأنا أنتقل من قسم الشرطة إلي النيابة العامة ومن النيابة العامة إلي قسم الشرطة ، لا أدري كانت أيام أشبه بالكابوس ومازال هذا الكابوس مستمرا لا أدري متي ينتهي .
اليوم عدت إلي القراءة ( الطنطورية ) ورضوي عاشور وتاريخ التشتت من فلسطين إلي لبنان والأردن إلي شتي بقاع الأرض ، كأنها تؤرخ لما حدث مع أهل فلسطين وتلك العذابات التي مروا بها ، أحزنتني أحداث صبرا وشاتيلا ومخيم جنين ، أعود معها لذكريات الطنطورة وحيفا و...و..
حكايات كثيرة كأني بينهم ، تعديت قراءة الثلاث مائة صفحة ، أشعر بوخز في قلبي أحيانا وأنا أقرأ هذه الصفحات ، أحداث المخيم وما فعلته الكتائب هذا بالفعل تأريخ وليس مجرد حكاية .
كنت أتصفح أمس ( الفيس بوك ) فقرات علي صفحة الأستاذة أميرة أحمد بكر قصة الديك اليهودي أعجبتني القصة وما ترمي إليه ، أنتظر الديك حتي النهاية ولم يتدخل في الصراع ، حتي انتصر أحد الديكة علي الجميع فخرج من الصراع منهكا متعبا ثم انقض عليه فصرعه ، هذا ما يدور حولنا حقا إنهم يشاهدون الجميع يتصارعون ، ولكن هم في أخر الأمر المنتصر دون المشاركة في الصراع .
مازالت تلك الأمور التي مرت بي في النيابة العامة وقسم الشرطة تشغل ذهني ، أتدري كان الأمر كأنني ذاهب إلي مذبحة ، الكل يعلم ما يدور هناك سواء عن تجربة أو عن سماع إنه استنزاف .
أي عاقل ينبش قبر أحبابه قرأت هذه الجملة في الطنطورية ، حين نخرج ذكرياتنا من قلوبنا لنقوم بسكبها علي الورق كأننا نقوم بنبش تلك القبور القديمة ،لنستعيد أحداث حزينة أو مفرحة وقليلة تلك المفرحة ، يعود الأموات إلي المشهد ولكن لا يحضر إلي الذاكرة سوي لحظة الرحيل ، تحضر اللحظات السعيدة تمر كالريح لا تشعر بها وقد تدمع عيناك ، علقت تلك الجملة بذاكرتي أي عاقل ينبش قبر أحبابه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم