حكايات أبو سفيان
حكايات أبو سفيان
5
بقلم / محمد فتحي شعبان
سكندريات
أقروا الفاتحة لابو العباس يا اسكندرية يا اجدع الناس
أقروا الفاتحة لسيدي ياقوووت واللي يعادينا يطق يموت
أقروا الفاتحة لابو الدردار واللي يعادينا يولع نار
ما تقروا الفاتحة .
أهازيج سكندرية لا تخلوا منها حفلة زفاف ( واسكندرية مارية وترابها الزعفران ) الأسكندرية هي عروس الدنيا في عيني تحفة فنية رائعة .
كنت فى أيام الدراسة أهوي السير من المجمع النظري وصولا إلى محطة الرمل ثم إلى محطة مصر مارا بشارع النبي دانيال، أحيانا أدور بالشوارع الموازية شارع فؤاد أو شارع صفية زغلول ، أهوي مشاهدة واجهات المباني القديمة والتصميمات المعمارية المدهشة ، تعد تلك المبانى متحف مفتوح إنها حقا تحف معمارية ، أسير في حالة من الدهشة المتجددة كل يوم بما أشاهدة ،فكلما دققت النظر فيها أشعر أني أراها للمرة الأولي ، أري روعة التصميمات والطرز المعمارية ، أشعر أن من كان يقوم بتصميم تلك الواجهات يسكب روحه فوقها فتمتزج بها ،فأنت حين تري تلك الواجهات تري روح الفنان فيها .
في أيام شبابي أيضا كنت أهوي الجلوس عند تمثال سعد زغلول موجها وجهي ناحية البحر ، أحيانا أراقب المارة والجالسون حولي لكل منهم حكاية وحكايات كثيرة تدور ،أحيانا أنظر إلي البحر تبدو القلعة صغيرة جدا ، والمراكب الصغيرة تقوم برحلات سريعة ، أغرق كثيرا في أفكاري أذهب شرقا وغربا أبحث عن فكرة ما ، لكن دوما يأخذني البحر الذي اهواه.
البحر حكايتى منذ صغري فأنا مولود بالقرب من البحر ، بيتنا القديم كان قرب الشاطئ ، عائلة أبي أيضا يتخذون الصيد مهنة لهم فكان البحر حياتهم وحياتي ، لم يخرج من تلك المهنة سوي أبي ، كنت أهرب كثيرا إلي البحر ، أجلس عند الشاطئ أنظر إلي البحر و أمواجه ، يأخذني الخيال إلي البلاد التي في الشاطئ الآخر ، كيف هم الناس هناك كيف يعيشون ، إنه عالم من الخيال .
كان النزول إلي ماء البحر في الشتاء يشعرني بالمتعة ، أما الصيد فهذا من أمتع الأشياء ، تجهيز البوص و السنانير و الطعم ، الجلوس في انتظار أن ( تغمز ) السنارة ،خروج السمكة وهي تلمع وتلك الفرحة العارمة ، صغيرا كنت لم تأخذني الحياة بعد .
شارع النبي دانيال والكتب القديمة ،تقليب الكتب المتراكمة و استخراج كتاب أريده ، تلك متع ما عدت أستطيع الوصول إليها ، كبرنا و شغلتنا الحياة ، وصارت تلك الحكايا ذكريات نبتسم حين نتذكرها .
إنها الأسكندرية يا سادة
تعليقات
إرسال تعليق