يتوه الجميع فى الغرفة

                ( يتوه الجميع فى الغرفة ) 
بقلم / محمد فتحى شعبان 
بداية أنا لن ألتمس لها عذرا ، فلا عذر لها مهما حاولت ، فمن تمتهن تلك المهنة هى مهانة بكل الأشكال ، فلا عذر لامرأة أن تكون عاهرة ، تمنح جسدها ليتمتع به من يدفع .
مشهد 
تقف أمام المرآة تبدل ملابسها تنظر إلى صورتها المنعكسة على المرآة ، تنظر إليها المرأة الأخرى تتأمل جسدها وملابسها ثم تدير ظهرها مبتعدة ، تشعر بألم لأنها ذهبت فى داخل المرآة دون أن تحدثها كما تعودت منها كل مساء.
مشهد 
الطريق لا ينتهى ها هى تسير بخطوات ثابتة ، تعرف إلى أين هى ذاهبة ، غارقة فى ظلمة قلبها وظلمة نفسها وظلمة الحكايا ، ها هى المرأة الأخرى مقبلة إليها نظراتها هى هى ،تثير تلك النظرات الخوف فى قلبها والقلق فى نفسها ، تمر جوارها كطيف ثم تختفى بلا اثر ، تظل تحدق فى اللاشىء ، تحاول إكمال سيرها لكن ...، تستفيق على صوت هاتفها ، تتغير تعابير وجهها لكنها تتحدث بنعومة ، تكمل سيرها .
مشهد 
تصل إلى وجهتها ها هى تجالس هذا المتلهب  لرؤيتها ، ينتقل الحديث من الهمس إلى الصخب إلى الهمس ، تظهر الأخرى عند باب الغرفة ،تضحك فى سخرية ،تتحول تعابير وجهها إلى الاشمئزاز ،تدير ظهرها وتدخل الغرفة ، تتبعها فى ذهول كأنها منومة ، وذلك الجالس ينظر إليها لا يدرى شيئا .
مشهد 
تدخل الغرفة خلفها فلا تري شيئا ، تدور حول نفسها / تتلفت لعلها تلتقيها ،تنظر إلى المرآة لا شىء سوى الفراغ 
تبحث هنا / هنا / هنا لا شىء ، يتبعها الذى كان جالسا بالخارج ، يتوه الجميع بالغرفة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم