مع الحروف والحكايات

مع الحروف والحكايات 
بقلم / محمد فتحي شعبان 
قد لا أكون أنا أنا قد أكون شخصا آخر ، ليس هناك شىء أكيد فكل شىء في هذا الكون محتمل قد يكون أو لا يكون 
أدخل مع نفسي في جدل فلسفي لا ينتهي ، في كل ليلة تهجم الأسئلة علي رأسي هجوما عنيفا لا ينتهي إلا مع تباشير الفجر ، أذهب إلي السوق لتلهيني أحاديث الناس وتذهب الأسئلة مع الضجيج ، لكن بمجرد أن يأتي الليل تعود الأسئلة مرة أخري في دوامة لا تنتهي .
حاولت مخاصمة الحروف كثيرا لكني لم أفلح ، لا أدري إن كان هذا عشقا أم غير ذلك لكنه رباط مقدس بيني وبين الحروف علي أي حال ، فأنا بدون الحروف و الحكايا أشعر أني تائه هذه حقيقة لا مجادلة فيها ، فمنذ أن كنت صغيرا وأنا أعشق القصص ( رجل المستحيل ، المكتب رقم 19، والشياطين 13، و المغامرون الخمسة ) ثم كبرت قليلا فكانت سلسلة إشراقات أدبية وسلسلة أصوات أدبية التي كانت تصدر عن الهيئة العامة للكتب ، أما مهرجان القراءة للجميع هذا كان عالم آخر ، فكيف لي مخاصمة الحروف وهي عشقي الأول والأخير .
أحتفل الناس يوم 18 ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية ،لم يخطر ببالي إلا كلمات قلائل ، اللغة العربية هي لغة دائمة الشباب لا تشيخ ولا تهرم ، لغة اختارها الله لينزل بها آخر كتبه لتظل حية علي الدوام ، فهي تحوي أكبر عدد من المفردات تستطيع التعبير بها عن كل شىء ، لغة دقيقة جدا ، يتبدل حرف مكان حرف فيبدل معاني الكلمات ، تشكيل الحروف من ضمة و كسرة و فتحة يغير معني الكلمة ، لغة بالفعل جميلة جدا لا يعرف جمالها إلا من أبحر فيها .
النفس البشرية تمل سريعا وهذا طبع فيها ، تحب التغيير ولا تكاد تستقر علي شىء لزمن طويل ، فتجد أن الله وهو أعلم بخلقه من أنفسهم قد شرع عبادات متنوعة حتي لا تمل النفس فقد شرع الصلاة والصيام والذكر والحج والزكاة وغير ذلك ، أيضا تجد الصلوات متفرقة علي أوقات اليوم ، الفجر و الظهر و العصر ثم تجد الفجر ركعتان والظهر اربعا والمغرب ثلاثا ، الذكر كذلك ما بين تسبيح وحمد و تهليل و تكبير ، وكذلك تجد سائر العبادات فيها التنويع حتي لا تمل النفس .
لا أدري ولكن تأخذني الحكايا أسبح معها لعلنا نجد شاطىء ترسو عليه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم