الإنسان هذا الكائن المتناقض

الإنسان هذا الكائن المتناقض
بقلم / محمد فتحي شعبان 
أنا من نسل هذا الكائن المدعو إنسان ، كائن غريب لا يستطيع كائن آخر فهم ما يدور في نفسه ، حتي هو لا يستطيع فهم نفسه، ورغم أنه لا يستطيع فهم نفسه يدعي أنه يفهم الكون وما يدور فيه ، ورغم أنه يقول عن نفسه أنه يستطيع التحكم في الأشياء وجعلها تعمل وفق هواه ، فهو لا يستطيع التحكم في هوي نفسه، يذهب إلي دور العبادة ثم يخرج كأن شيئا لم يحدث ، تجده يسب ويشتم و يغش
، يحدثك عن الحرام و ينهاك عنه ثم يفعله ، يحدثك عن الحلال و يأمرك به ثم يتركه ، تنطبق القواعد علي غير لكنه فوق كل القواعد ، تجده يبدي الألم لحال إنسان ما ثم تجده لا يرحمه .
الإنسان باختصار تجتمع فيه كل المتناقضات فهو الشىء وضده في نفس الوقت ، بالطبع هذا ليس حال كل بني البشر و لكن حال الكثير نراه جميعا وما منا من أحد إلا ومرت به مثل هذه النماذج ، أو مرت به مثل هذه الحالات في نفسه ، نتناقض مع أنفسنا نقول شىء و نفعل عكسه ، هذا هو حال بني الإنسان .
الهروب إلي النوم 
أحيانا كثيرة أهرب إلي النوم من هذا الضجيج الذي يكون في رأسي، أو أهرب إلي النوم مما يدور حولي ، ألقي بجسدي فوق السرير ثم أغمض عيني ، لكن هل يأتي النوم هيهات أن يأتي ، تظل الأفكار تعبث برأسي تنمو و تنمو حتي تتضخم رأسي و تكاد تملأ الغرفة ثم اذهب في شبه غيبوبة نتيجة تلك الأفكار والضجيج ، أظل أنا و رأسي في حالة حرب كر و فر و تبقي الحرب بيننا سجال لا غالب و لا مغلوب .
أسعد الله حياتكم و رزقكم الخيرات 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم