بتر
بتر
بقلم : محمد فتحي شعبان
بتر نعم بتر أحيانا نحتاج إلي بتر شخص ما أو شىء ما من حياتنا رغم صعوبة ذلك الموقف، ولكن يصير الأمر مؤلما للغاية فلم تعد هناك مقدرة علي تحمل هذا الشخص أو هذا الشىء ، تشعر أن طاقتك تنفد وأن حالتك النفسية تسوء وتبدأ في التراجع في كل شىء ، لذا يكون القرار هو البتر .
تنتابنا أحاسيس متباينة في مثل تلك المواقف خاصة إن كانت مع شخص طالت عشرته لسنوات طوال ، نفكر مئات المرات نقدم و نتراجع نتخذ القرار ثم نعود فيه ، نتذكر بعض المواقف الطيبة له ثم نعود ونتذكر مواقفه السيئة معنا ، قد تكون المواقف الطيبة قليلة ونادرة ولكن نمنى أنفسنا أنه سيتغير ، لكنه لا يتغير حاله هو حاله مواقفه السيئة أكثر ، نعم حالة ألم نفسي شديدة فأنت ستقوم ببتر جزء من حياتك ومفارقة أشخاص كانوا يوما ما قريبين منك ملاصقين لك تراهم في كل وقت وتتعامل معهم في كل وقت ولكن لا بد لك من اتخاذ قرار البتر .
موقف حدث مع جارة لنا ألم داء ما بساقها كانت تعالجه لسنوات طوال ولم تتحسن ، فما كان من الأطباء إلا أن اتخذوا قرارا ببتر ساقها ، بكت كثيرا وحاولت أن ترجعهم عن ذلك ولكن كان لا بد من البتر ، ها هي تفارق جزء منها
إلي غير رجعة هذا الألم الذي أحل بنفسها أصعب بكثير من الألم الذي أحل بجسدها لكن لا مفر من البتر .
هذا القرار قد يجعلك تستمر في الحياة بشكل أفضل رغم الألم الذي يسببه في البداية ، تتنازعك الأحاسيس والمشاعر المتباينة المتضاربة ، لا يشعر بك من حولك لأنهم ليسوا في نفس موقفك لا يرون ما تراه ولا يشعرون بما تشعر به ، يرون إقدامك علي هذا القرار جحود ويرون تراجعك خذلان وضعف ، ولكنك في حيرة من أمرك ما بين بين مابين الإقدام والتراجع وأفكار لا حصر لها تراودك .
تعليقات
إرسال تعليق