قرأت لك

قرأت لك 

الحلقة الثانية عشر 

من مناهج الحركة الصهيونية 

عرض : محمد فتحي شعبان 

يعتمد اليهود في تنفيذ سياستهم الاستعمارية علي ركائز أربعة : 

١- السيطرة الفكرية : 

و سبيلها الدعاية العريضة المنظمة عن طريق أجهزة الإعلام الفعالة لتهيئة الأذهان و تطويعها لأهوائهم ، سواء كانت هذه الأجهزة منظمات يهودية سافرة ، أم منظمات اجتماعية مموهة ، سرية كانت أم علنية ، كالجمعيات الماسونية ، وفرسان المعبد وجماعات الصليب الوردي وشهود يهوه والكبالا  وغيرها من الهيئات والمنظمات والجمعيات التي بثوها في أقطار العالم مكامن لهم ، يعملون فيها علي وأد الشعور الديني والوطني لدي المنتمين إليها من شتي الأجناس والأديان ، ومباءات لعملائهم الذين سخروهم عيونا لهم وأرصادا ، ثم سائر وسائل الإعلام الصحفية والدعائية كالاذاعة والسينما ووكالات الأنباء التي أخضعوها لنفوذهم المالي ، يشنون بها علي أعدائهم حربا نفسية شعواء ، توهينا لقواهم وتصديعا لشملهم ، واضعافا لروحهم المعنوية ، بإثارة الفتن وإشاعة الفوضي الفكرية ، والبلبة الذهنية ، وإفساد العقائد ، وإفقاد الثقة بالنفس ، وبالقيم والأخلاق .

وهم يمارسون نشاطهم الإعلامي بدهاء وحذق ، فلا يكتفون بإذاعة وجهات نظرهم في إطار مغر مدو ، وإنما يترصدون بحرص شديد ما يذاع في الصحف ووسائل الإعلام الأخري فيحولون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة من ضغط وتشهير ورشوة وإغراء دون إذاعة ما يسئ إليهم أو يخالف وجهة نظرهم ، أو ما يفيد منه أعداءهم بوجه عام.

ويعتمد الصهيونيون اعتمادا كبيرا علي وسائل الإعلام ، ويرون في الدعاية الصاخبة المدوية مفاعلا أبلغ تأثيرا وأقوي نفاذا ، يقول هرتزل في مذكراته ( الضجة هي كل شىء ، والحق أن الضجيج يؤدي إلي الأعمال الكبيرة ) وذلك لأنها تستلفت الأنظار ، وتعبئ الأنصار ، وتضعف الأعداء ، وتنقل المعركة إلي جو عالمي تتوفر لها فيه مزايا ماضية حاسمة .

نقلا عن كتاب : أساليب الغزو الفكري 

تأليف د : علي محمد جريشة ...د: محمد شريف الزيبق