المعرفة و الإنبعاث الحضاري

المعرفة والإنبعاث  الحضاري 
محمد فتحي شعبان 
تدور في رأسي أسئلة لا حصر لها ولا انقطاع ، هل نحن في حال من  الإنفصال عن ماضينا ، هل نحن في حال من الإنفصال عن الحاضر ، هل نحن في حالة فقدان وعي ،هل نحن مغيبين عن الحياة ، حالة غيبوبة نعم نحن في حالة غيبوبة فإذا عرفنا أننا في حالة غيبوبة ، لا بد أن نفيق و نستيقظ من حالة السبات تلك التي طالت .
يقول الفيلسوف الألماني ( شبنجلر ) في كتابه ( أفول الغرب ) : "إن حضارة جديدة أوشكت علي الشروق في أروع صورة هي حضارة الإسلام الذي يملك اليوم أقوي روحانية عالمية ) .
إذن لا بد أن نعرف من نحن ،نحن أمة تملك كل مقومات الحضارة ، نحن أمة تملك كل المقومات التي تجعلنا نقود وتسود ،نحن أمة تملك كل المقومات التي تجعلنا غرة في جبين التاريخ ، إذن لا بد أن نعرف من نحن .
المعرفة هي بداية الاستيقاظ من السبات ، المعرفة هي بداية الإفاقة من الغيبوبة التي نحن فيها  ، المعرفة بالمهمة التي نحن من أجلها في تلك الحياة ، لماذا نحن هنا ، معرفة هويتنا .
إذا اردت تشييد بناء لا بد لك من إنشاء أساس لهذا البناء ، ولا بد لك من معرفة تمكنك من إنشاء هذا الأساس، فإن لم يكن لك معرفة بذلك وكلت من له معرفة ليقوم بإرساء  الأساس وتشييد البناء ، وذلك مما لا جدال فيه ، إذن لا بد من المعرفة فالمعرفة هي أساس كل بناء.
المعرفة  ما هي المعرفة 
هي الإدراك وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو بطرق اكتساب المعلومات بإجراء تجربة وتفسير نتائج التجربة أو تفسير خبر ، أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس ، أو من خلال الاطلاع علي تجارب الآخرين وقراءة استنتجاتهم .
أو أنها ما يكتسبه الفرد من خبرات ومهارات والتي تقوم أساسا علي التجربة بالدرجة الأولي المتمثلة بالفهم بشقيه النظري والعملي .
هكذا إذا أردت إعادة بعث حضارة أو إعادة بعث أمة لا أن تحيط معرفتك بها وتعرف كيف قامت وتعرف كذلك كيف كان إنهيارها ، تحيط معرفتك بكل ما من شأنه أن يعيد بناء حضارة .
أعود كيف كان بناء الحضارة الإسلامية أو بمعني أصح كيف كان بناء الأمة الإسلامية !!! 
كلنا يعرف أن أول ما نزل من القرآن العظيم( أقرأ ) فكان الأمر بالمعرفة أو ما نزل من الوحي وذلك تنبيه عظيم ودلالة واضحة لكل ذي عقل ، ثم انظر كيف كان التطبيق لعملي لتلك المعرفة ، كان لا بد أولا من بناء عقيدة و قد ظل النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في مكة لا يأمر بسوي لا إله إلا الله ، حتي إذا تمكنت العقيدة من قلوبهم وصار لديهم المعرفة بربهم ،وقد رسخ الأساس ، شرع  صلوات الله وسلامه عليه في إستكمال البناء .
كذلك إذا نظرت إلي أي حضارة لا بد وأن تجد أن المعرفة والعقيدة هي أساس بناءها فإذا أردت بعثها فلك أن تعرف كيف كان بناءها .
الأمم والحضارات مثل الإنسان تبدأ طفلة ثم شابة قوية ثم عجوز ضعيفة ثم ....ولكن هل تموت الحضارات وهل ينطبق ذلك الكلام علي جميع الحضارات 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم