القدوة

 القدوة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
قد أكون كتبت أكثر من مرة عن موضوع القدوة ، وذلك لخطورة هذا الأمر وأهميته خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانفتاح العالم وإتصال أطرافه حتي صار كبلد واحد ،  فما يحدث في أقصي الأرض يعرف من في ادني الأرض خبره في ثوان و بضغطة زر والعكس ، وصار هناك أشخاص معروفين و مشهورين علي مستوي العالم يعرفهم القاصي والداني ، و اختلط الحابل بالنابل وصارت الأمور متشابهة ، وصارت وسائل الإعلام تتدخل في تفاصيل حياة بعض أفراد المجتمع حتي في أدق التفاصيل ، وتم استخدام الأعلام ووسائله المتعددة في رفع شأن بعض الأشخاص و النفخ في صورهم و تلميعهم حتي يتخذهم الشباب والفتيات قدوة و أسوة ( وقد تم التفريق قبل ذلك بين القدوة و الأسوة ) لذا كان موضوع القدوة واختيار القدوة أمر في غاية الخطورة ، فمن الملاحظ أن القدوة و الأسوة في أيامنا هذه الممثل الفلاني أو الممثلة الفلانية أو لاعب كرة ...أو مغني ...أو ...أو إلي آخر تلك الترهات فتجد الفتاة تقتدي بإحدي الممثلات في لبسها وشكلها وتصرفاتها ...كذلك الشباب يختارون قدوات الله عليم بما يصنعون ، وكما ذكرت قد تم تعظيم شأنهم من قبل وسائل الإعلام فتعلقت بهم القلوب والآمال وصاروا هم الصورة المشرقة ، أيضا القدوة في زمننا هذا قد تكون من اي بلد واي مجتمع وأي بيئة فتجد من في الشرق يقتدي بمن في الغرب ومن في الجنوب يقتدي بمن في الشمال وهكذا صار الأمر جد خطير .
لكل ما سبق كان لا بد من توجيه الشباب إلي قراءة السير والتراجم وقراءة التاريخ وتعريفهم بأعلام أمتهم من السابقين والمعاصرين ليكونوا لهم قدوة و أسوة ، وإعادة نشر تاريخ سابقينا بصورة صحيحة وتوضيح كيف كانوا أفذاذا وكانوا قادة ، والإعلام له دوره في هذا الأمر إذ أن دوره خطير جدا ، أيضا القدوة له دور مهم في بناء الشخصية إذ يتأثر بها المقتدي أيما تأثر .
اختيار القدوة أمر خطير فلا بد من التدقيق في اختيار من نقتدي بهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم