جحا و حماره
جحا و حماره
بقلم : محمد فتحي شعبان
صباحكم سعادة :
ذكر الشيخ الأستاذ علي الطنطاوي في كتابه الشيق رجال من التاريخ في الجزء الثاني قصة مفادها أنه طلب من أحد الأدباء كتابة مقال ثم تم عرض هذا المقال علي مجموعة مختلفة من الأساتذة مصحيي اوراق إجابة الامتحانات لطلبة المدارس ، علي أنه مقال لطالب في إحدى المدارس ،فكانت الدرجات متباينة تباينا شديدا حيث أعطاه البعض أعلي الدرجات وأعطاه أخرون درجة راسب .
هذه قصة وإليك أخري وهي مشهورة :
قصة جحا وولده والحمار حمار جحا ، وهي أن جحا وولده امتطيا ظهر الحمار ومرا في الطريق فقال الناس ،أن جحا وولده ليس عندهم رحمة ، ثم نزل جحا وترك ولده فوق ظهر الحمار فقال الناس هذا ولد لم يربي عاق لوالده ، فنزل الولد وركب جحا فقال الناس اب ليس في قلبه رحمه يترك ولده يسير ويركب هو ظهر الحمار ، فسار جحا وولده وسار الحمار بجوارهما فقال الناس : جحا وولده مغفلين ، فحمل جحا وولده الحمار وسارا به فقال الناس قد جن جحا وولده .
لم يعجب الناس شيئا ولن يعجبهم شىء ، ورضا الناس غاية لا تدرك فلن تستطيع ابدا ما عشت إرضاء جميع من حولك ،فلا تشغل نفسك بمحاولة إرضاء الناس ، فسينقضي عمرك بلا فائدة .
هذه واحدة...نري كثير ممن حولنا يحاول إرضاء كل الناس أو كما يقال كل الأذواق وإن أضر بنفسه ، أو يحاول إرضاء شخص ما قد يكون رئيسه أو زوجه أو محبوبه أو ولده وإن أغضب كل أحد غيره فلا ينال إلا سخطهم و غضبهم عليه ، وقد جاء في الأثر من أرضي الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضي عنه الناس ، و من أسخط الله برضا الناس ، سخط عليه الله و أسخط عليه الناس .
هذا غير ما في محاولة إرضاء الناس من ألم شديد للنفس ، من قلق وخوف واضطراب ، فيخاف أن لا يرضي فلان ويخاف أن يسخط فلان ، وهذا قد رضي عنه ولكن فلان قد أغضبه كذا فيحيا مشتت العزمات تتقاذفه الأمواج و تقذف به يد إلي يد .
فكن لله يكن لك كل شىء ، نعم الله هو الذي خلق كل ما حولنا خلق ما نعلمه وما لا نعلمه ، ابتغى رضاه هو فقط سيرتاح قلبك وتهدأ نفسك ، ولا تشتت نفسك بين هذا وذاك فلا أحد.يملك لك ضرا ولا نفعا .
رضا الناس غاية لا تدرك ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات
تعليقات
إرسال تعليق