ثم تولي إلي الظل

ثم تولي إلي الظل 

بقلم : محمد فتحي شعبان 

الإنسان طبعا يحتاج إلي أن يفعل الخير ، ويسدي المعروف إلي غيره وليس كائن اناني بل هو كائن اجتماعي يحتاج إلي غيره ولكن الشيطان استحوذ عليه إلا من رحم الله .

* لا نريد منكم جزاء ولا شكورا : 

في قصة نبي الله موسي مع امرأتي أهل مدين ،وجد امراتان تريدان سقيا اغنام لهم فسقا لهما ثم تولي إلي الظل ودعا ربه ، وكذا تجد العديد من الآيات التي تحث علي فعل الخير والسعي في قضاء حوائج الناس وايضا في السنة القولية والفعلية الحث علي ذلك ، ففي قصة البغي التي من بني إسرائيل التي سقت الكلب وكذلك الرجل الذي سقي الكلب وفي حديث ان علي كل عظمة في جسد الإنسان صدقة وفي كل ذات كبد رطبة أجر ، هذه الأحاديث تحث علي فعل الخير واسداء المعروف وعدم انتظار الاجر من الناس ولكن احتسابه عند الله .

* اعمل الخير وارميه البحر: 

مقولة خاطئة لأنه لا جزاء للإحسان إلا الإحسان ، بل نفعل الخير ونحتسبه عند الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا 

* ثم تولي إلي الظل :

نعم لم يمن عليهم أنه اعانهم أو تصدق عليهم أو أنه فعل وفعل لأجلهم ، إنما كان عمله لوجه الله ، لم يشعر به أحد أنه فعل كذا وكذا ولم يرائي ولم يحدث الناس بما يفعله من خير لينظر له الناس نظرة إجلال وإكبار لكنه تولي إلي الظل حتي لا يراه أحد فيفسد عليه عمله ويذهب إحسانه .

وفي الأثر أن زين العابدين علي بن الحسين كان يبخل اي يتهمه الناس بالبخل فلما مات وجد مغسلوه أثرا علي كتفه كأنه كان يحمل شيئا ثقيلا ، وفي نفس اليوم افتقدت بيوت من أهل المدينة رجل كان يتصدق عليهم في الليل ولا يعرفونه ، فكان هو الذي يدور علي أهل هذه البيوت حاملا علي كتفه الطعام وما يحتاجونه يوزعها عليهم في الليل دون أن يراه أحد ولا يعرفه أحد .

ثم تولي إلي الظل فصدقة السر تطفئ غضب الرب و صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، والأمة تحتاج إلي صنائع المعروف في هذه الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس ، فكم من محتاج وكم من مدين وكم من غارم وكم وكم لا يشعر بهم أحد ولا يعرفهم أحد ، يحتاجون إلي مد يد العون و يمنعهم العفاف والحياء من طلب المساعدة ، يحتاجون لمن يبحث عنهم ويصل إليهم ويصلهم

دون أن يمن عليهم أو يشعرهم بأنه صاحب فضل عليهم 

ثم تولي إلي الظل ...