هناك إله ..الحلقة الخامسة

هناك إله 
الحلقة الخامسة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، اللهم صل وسلم علي عبدك ونبيك محمد وآله وصحبه .
أما بعد :
فما زال الحديث جاريا عن الإلحاد وأهله ، ولقد كان الحديث في المرة السابقة عن الإلحاد وعلاقته بالعلمانية وسيكون حديثنا هذه المرة عن الإلحاد و الوجودية .  
*الوجودية : 
جاء في المعجم الفلسفي " وجودية : اتجاه فلسفي ينظر في الإنسان علي ما يوجد ، لا تحليل ماهيته المجردة ، فينكر أن يكون الوجود عين الماهية ، وينفر من المذهب والمذهبية ، ويقتصر علي وصف الظواهر الفلسفية " 
يفهم من التعريف أن الوجودية اشتقت من تعظيم الإنسان الوجودي ومن هنا جاءت لفظة وجود ، فهي ليست معنية بالوجود المطلق كما يسبق إلي الذهن ، بل إنها حتي ليست معنية بالوجود الإنساني الكامل ، وإنما مقصورة علي إحساس الإنسان بذاته ، و تمحوره حول نفسه ، واغتراره بما خصه الله به من المزايا .
وهي تهمل عن عمد مسألة الإيجاد نفسها ، والبحث عن الموجد وهو الله سبحانه ، فهي تغفل أعظم حلقات الوجود وهي وجود الخالق ، ثم إيجاده للموجودات ، والحاصل هو : الإلحاد القديم نفسه ولكن في ثوب جديد .
إذ أنها تعتبر أن كل إنسان هو إله نفسه فمن حقه أن يفعل ما يراه ملائما له فالإنسان هو الوجود .
والأصل أن الوجوديين يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات وكل ما جاءت به الأديان ، ويعتبرونها عوائق أمام الإنسان نحو المستقبل ، وقد اتخذوا الإلحاد مبدأ ، ووصلوا إلي ما يتبع ذلك من نتائج مدمرة ، وهم يؤمنون إيمانا مطلقا بالوجود الإنساني ، ويتخذونه منطلقا لكل فكرة ، ويعتقدون أن الإنسان اقدم شىء في الوجود ، وما قبله كان عدما ، ويقولون بحرية الإنسان المطلقة ، وأن له أن يثبت وجوده كما يشاء ، وبأي وجه يريد دون أن يقيده شىء.
وخلاصة القول أن الوجودية في أغلب صورها وأحوالها اتجاه إلحادي يمسخ الوجود الإنساني ، ويلغي رصيد الإنسانية من العقائد الإيمانية والأخلاق العالية ، وتختلف نظرة الإسلام تماما عن نظرية الوجودية حيث يقرر الإسلام أن هناك وجودا زمنيا بمعني عالم الشهادة و وجودا أبديا بمعني عالم الغيب  ، والموت في الإسلام هو النهاية الطبيعية للوجود الزمني ، ثم يكون البعث والحساب والجزاء والعقاب .
أما الفلسفة الوجودية فلا تسلم بوجود الروح ولا القوي الغيبية ، وتقوم علي أساس القول بالعدمية والتعطيل ، فالعالم في نظرهم وجد بغير داع ، ويمضي لغير غاية ، والحياة كلها سخف يورث الضجر والقلق .
المصدر....موسوعة المذاهب الفكرية 
ومازال الحديث مستمرا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم