عزرائيل في علبة

عزرائيل في علبة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
مازلت ما بين النائم و اليقظان ، صوته يزعجني افتح عيني قليلا ،يتحدث في هاتفه بعصبية يوشك أن ينفجر ، يتجرع شىء ما في كوب ، يشعل سيجارة ينفث دخانا كثيفا ،يعود للهاتف يرتفع صوته يدير وجه يمنة ويسرة ، يعود إلي الكوب ويضع السيجارة بين شفتيه أراه يقبلها القبلة الأخيرة ، يلقي بها من النافذة ، ثلاث فتيات يجلسن في المقعد الذي أمامي ، يتحدثن في همس ثم ...أغمض عيني ها أنا بينهم الجميع يتحدث ، الصغير يحبو يمسك ساقي يحاول الوقوف يبتسم وجهه ،تبتسم كل الوجوه حين يقف ، تتحرك الجدة نحوه تحمله...تداعبه ..تضمه إلي صدرها ، ثلاث نقرات علي كتفي ،استفيق قليلا أحدهم يريد النزول ، أوسع له ثم أعود لالتصق بالنافذة ، أنظر إلي لا شىء  للجميع أجنحة ، اسمع بعض همهمات من المقعد الخلفي ، سيدة عجوز تتحدث إلي شابة صغيرة ، حكايات أسرية ذكرت الجميع لم تستثني أحد ، الشابة تستمع فقط تستمع ، تنظر إلي الأمام تتابع ما يحدث ، الفتاة التي أمامي تعيد ربط شعرها ، تسقط رأسه فوق كتفي ، أخذه النعاس أعود للنظر إلي اللاشىء ، تأخذني براءتها تسكنني ، تنبت برأسي أجنحة ، يعلو صوته مرة أخري ..أعود لمتابعته يسب ويلعن ،يشعل سيجارة ..يسعل بشدة يهتز جسده كله ، الهاتف في يد و السيجارة في يد أخري ، الفتيات ترتج أجسادهن ، الرأس الساقط فوق كتفي يستفيق ، أسمع صوت العجوز التي خلفي تحدث الشابة ( ايه علبة عزرائيل اللي احنا فيها دي ) ، تتجه العيون نحوها ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم