هناك إله الحلقة التاسعة
هناك إله
الحلقة التاسعة
بقلم : محمد فتحي شعبان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده محمد عبد الله ورسوله ، وأصلي وأسلم علي آله وصحبه الغر الميامين الذين أقاموا صرح الدين ، أقاموا دولة الإسلام في قلوبهم فكانت حقيقة علي أرض الواقع .
أما بعد:
يقول أحمد ناجي السعيد في كتابه براهين في مواجهة الملحدين :( العقل البشري لا حد له في الافتراض والتخيل ، والادعاء والسفسطات ، وهذا كله لا اعتبار له عند النظر والاستدلال ، فليس كل من افترض شيئا و ادعاه ، أو تصوره في ذهنه ورسمه خياله ننظر له و نعتبره ، لأن الافتراض لا حد له ولا ضابط ، وفي هذا يقول ابن تيمية رحمه الله " ما من حق ودليل إلا ويمكن أنه يرد عليه شبه سوفسطائية ، فإن السفسطة إما ( خيال فاسد ) ، وإما ( معاندة للحق ) ، وكلاهما لا ضابط له ، بل هو بحسب ما ( يخطر للنفوس ) من الخيالات الفاسدة والمعاندات الجاحدة " .
ودائرة التخيل الذهني أوسع كثيرا من دائرة الوجود الحقيقي الواقعي ، لأن الذهن قد يرد عليه السفسطات والمستحيلات الممتنعات ، وهذه المستحيلات الممتنعات من المحال تحققها في الواقع الوجودي .
فلا يجب النظر إلا لمن ادعي إقامة الأدلة علي دعواه )
لماذا هذه البداية ؟ لأن الإلحاد باختصار هو مجرد سفسطة فكرية لا دليل عليها فإنهم يدعون عدم وجود خالق للكون فما دليلهم ، كل ما لديهم مجرد شبهات لا تقوم أمام دليل ،
يقول عبد السلام بن محمد بن عبد الكريم في موسوعة المذاهب الفكرية ( ومع أن الإلحاد أظهر أنواع الفساد لأن بطلانه يغني عن إبطاله ، فإننا نؤكد ذلك البطلان ببعض الأسئلة التي نسوقها للملحدين نريد منهم إجابتها :
١- كيف تكونت الخلية الحية الأولي ؟ وكيف نبضت بالحياة ؟
إلي الآن لم يعط الفكر الإلحادى و أدعياء العلم الحديث أي تفسير منطقي مقنع عن تكون الخلية الحية ، حيث فشلت كل النظريات الإلحادية في إيجاد تفسير لذلك .
٢- من الذي أوجدنا في هذه الدنيا دون اختيار منا ؟
سؤال يتبادر إلي ذهن أي إنسان ، فعندما نقرأ التاريخ نعلم أن هناك أقواما عديدين أتوا إلي هذه الحياة وذهبوا في كل لحظة من لحظات هذه الحياة الدنيا .
٣- ما الهدف من الوجود ( الحياة ) ؟
هل حقيقتنا فقط المجئ إلي هذه الدنيا من خلال الولادة ، ثم نحيا لحظات في مقياس الكون ، ثم نرحل من هذه الدنيا من خلال الموت وكأننا لا شىء .
٤- ماذا كان قبل الإنفجار الكبير ونشوء الكون ، وماذا سيكون بعد نهاية الكون ؟
لقد اكتشف العلماء في منتصف القرن الماضي نظرية مذهلة ، تقول في طياتها : إن الكون كان له بداية منذ ١٥ بليون سنة من خلال إنفجار عظيم ، وإنه الآن في حالة تمدد ، وإن له كذلك نهاية حتمية ،لم يستطع العلماء تحديد نهايته حتي الآن .
واكتشف العلماء أن الزمان والمكان قد انبثقا عند حدوث هذا الانفجار الذي يسمي بالانفجار العظيم ( Big Bang) ، وهو الإنفجار الذي تكون الكون من بعده ، أي أننا الآن نتجه نحو نهاية هذا الكون .
سؤالي في خضم هذه النتائج : ماذا كان قبل هذا الانفجار ؟ أي : ماذا كان قبل تكون الكون ، وماذا سوف يكون بعد انهياره ؟ لأن نظرية الكون الأزلي غير عقلانية ولا علمية ولا منطقية من عدة أوجه :
(١) أن البيئة تورث صفاتها لمن يحيا فيها ، فكيف يكون الكون أزليا ، ولم يورث صفاته لمن يحيا فيه ؟ فكل من في الكون من مجرات ونجوم و كواكب وكائنات لها بداية ولها نهاية .
(٢) لو كان الكون أزليا لرأينا درجة الحرارة في الكون متساوية ، ولا تنتقل الحرارة من الأعلي إلي الأسفل !
(٣) لو كان الكون أزليا لعم الضوء جميع أرجاء الكون ، ولما وجد ظلام منذ الأزل ، ولكن ما زلنا نري الظلام منتشرا بكثافة !
(٤) لو كان الكون أزليا لما وجدت حركة في الكون بالمرة ، لكنا نري حركة نشطة داخل الكون علي جميع المستويات من المجرات إلي اصغر جسيم فيه !
(٥) لو كان الكون أزليا لاستقرت المادة والطاقة علي حالتهما النهائية ، ولما وجدت تحولات للمادة أو الطاقة من صورة إلي أخري ! فالكون له بداية ونهاية شئنا أم أبينا
(٦) هل الطبيعة هي التي وضعت لنا طبقة الأوزون ؟ ولماذا علي الأرض بالذات ؟ ماذا لو لم تكن للأرض طبقة أوزون ؟ فإنه لن تكون حياة علي الأرض ، لماذا الأرض دون غيرها بها طبقة أوزون ، لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ هل من مجيب ؟! .)
إذن ما دليلهم العقلي ؟ وأي دليل لديهم يقوم أمام حجة علمية ؟ كل كلامهم و حججهم ليس سوي جدال سفسطائي
حتي أنهم في حيرة يتخبطون خبط عشواء ، كأعمى يسير في ظلمة .
أحيل القارئ إلي كتاب موسوعة المذاهب الفكرية لمن أراد التوسع.
ومازال للحديث بقية بإذن الله
تعليقات
إرسال تعليق