هناك إله...الحلقة السابعة

هناك إله 
الحلقة السابعة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل عليه وعلي آله وصحبه 
أما بعد : 
مازال الحديث مستمرا عن الإلحاد ومذاهبه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، فسبيل الحق واحد واضح بين ، وكل السبل غيره متفرقة لا تؤدي سوي إلا الضلال .
الحداثة ...
كان الحديث عنها في الحلقة السابقة و نستكمل الحديث هذه الحلقة عنها وقد تعرضنا لتعريف الحداثة ، لكنها ليس لها تعريف محدد أو تعريف واحد فهي مفهوم موهم ، يعرفها الغربيين بتعريفات ويعرفها من قاموا بنقلها إلينا من ابنا جلدتنا بتعريفات .
يعرفها ماركس وإميل دور كاييم وماكس فيبر ، أنها تعني ( تجسد صورة نسق اجتماعي متكامل ، وملامح نسق صناعي منظم وآمن وكلاهما يقوم علي اساس العقلانية في مختلف المستويات والاتجاهات ) 
وهي عند جيدن ( تتمثل في نسق من الإنقطاعات التاريخية عن المراحل السابقة حيث تهيمن التقاليد والعقائد ذات الطابع الشمولي الكنسي ) 
ويعرف رولان بارت الحداثة بأنها ( انفجار معرفي لم يتوصل الإنسان المعاصر إلي السيطرة عليه ) 
أما جوس أورتيكا كاسيت يعرفها بأنها ( هدم تقدمي لكل القيم الإنسانية التي كانت سائدة في الأدب الرومانسي فقط بل تأخذ الفن إلي ظلمات الفوضي واليأس )  
وهي عند تورين ( تستبدل فكرة الله بفكرة العلم و تقصر الأعتقادات الدينية علي الحياة الخاصة بكل فرد ) 
وهذه التعريفات ليست كل تعريفاتها عند الغربيين بل هناك تعريفات أخري لها 
أما تعريفاتها عند العرب 
يعرفها أدونيس في كتاب الثابت والتحول ( هي الصراع بين النظام القائم علي السلفية والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام ) ثم يذكر في نفس الكتاب ( أنه لا يمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي ويتخلص من المبني الديني التقليدي الاتباعي ) 
ويعرفها جابر عصفور ( البحث المستمر للتعريف علي أسرار الكون من خلال التعمق في اكتشاف الطبيعة والسيطرة عليها وتطوير المعرفة بها ومن ثم الارتقاء الدائم بموضع الإنسان من الأرض ، أما سياسيا واجتماعيا فالحداثة تعني الصياغة المتجددة للمبادئ والأنظمة التي تنتقل بعلاقات المجتمع من مستوي الضرورة إلي الحرية ، من الإستغلال إلي العدالة ، من التبعية إلي الإستقلال ، من الإستهلاك إلي الإنتاج ، من سطوة القبيلة أو العائلة أو الطائفة إلي الدولة الحديثة ،من الدولة التسلطية إلي الديمقراطية )  
ومن الملاحظ أن هذه التعريفات علي اختلاف قائليها تتفق في 
١- الحداثة فكرة لا تقتصر علي الجانب الأدبي فقط كما تصور البعض ، إنما هي نظرية وفلسفة تعم وتشمل كافة الجوانب الحياتية إجتماعية كانت أم معرفية ام صناعية أم غيرها وبالتالي فالحداثيون يقدمون تصورا هداما لحياة الناس يشمل مختلف جوانبها .
٢- الأساس الذي تقوم عليه الحداثة هو العقل والعقلانية التي تهدر معها كل ما لا يدركه العقل ، فالعقل المتحرر من كل سلطان هو حياة أهل الحداثة بل هو السلطان الحاكم علي الأشياء .
٣- الحداثة معاكسة مع الماضي و إنقطاع عنه ، فهي إنفصال للحديث عن القديم بل ثورة علي كل قديم مقدس أو غير مقدس .
٤- إنها الحرية المطلقة التي لا يقف في طريقها ضابط ولا يحكمها شىء .
٥- الحداثة لا تتحقق إلا بحركة الإنسان حرا طريقا دون وصاية عليه من أي جهة 
٦- الحداثة فكرة ضد الله والغيب ، وفي ذات الوقت لا تتحقق إلا بعزل الدين عن شئون الحياة و قصره علي الشئون الخاصة بكل فرد .
ومازال للحديث بقية ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم