غابة من الحجارة

غابة من الحجارة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
اتجرع غربتي مع قهوة الصباح 
فى قعر ضحكاتي حزن عميق 
أراني شريدا في مطارات 
لا أعرف لغة أهلها 
أكدس فوق ذاتي  
أكواما من الأقنعة 
( لعلي اختبئ) 
حين ازيلها 
أراني بلا وجه 
تستعبدني الكتل الأسمنتية 
والوجوه الميتة 
غريب ...
كطفل تركته أمه 
إلي جوار جدار ولم تعد 
( الشمس بنت مثل 
كل البنات لها سبعة وجوه 
ثم ليل طويل تدفن فيه 
وجهها الأخير العجوز ) 
أدفن نفسي في ليل طويل 
أحاول الهروب 
من تلك الحكايا التي 
تخترق رأسي 
دميانة 
ها أنت 
لكنك سراب وأنا ظمئآن 
( كان فيه ذئب يعوي 
في الصحاري 
وكان فيه نجم 
مكتوب عليه السهر ) 
و ذئب يعوي في صحاري نفسي
في كتاب قديم 
كان هناك اسمي 
غريب من الغرباء 
ترفعني بلاد ...تخفضني أخري 
بلا اتجاه 
تستعبدني الكتل الأسمنتية 
الوجوه الكئيبة 
غابة من الحجارة 
وجه الجميع 
ينظرون إلي 
الشوارع الأسفلتية 
يتخبطون 
اتجرع غربتي مع قهوة الصباح 
وفي قعر ضحكاتي حزن عميق 
هاربا من كل الوجوه 
إلي وجهك أنت 
ابدو مجنونا 
يحمل فوق رأسه حلما 
تأكله الحداء 
فاتجرع غربتي ..مع...قهوة الصباح 

- ما بين القوسين اقتباس من رواية الخباء
لميرال الطحاوي 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم