هناك إله الحلقة الحادية عشر

هناك إله 
الحلقة الحادية عشر 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، محمدا عبد الله وخاتم رسله ، وعلي آله وصحبه الغر الميامين الذين نقلوا لنا هذا الدين وكانوا هداة مهتدين 
أما بعد :
أقوال ..
* يقول المؤرخ اللا أدري ( ول ديورانت ) : ولا يزال الاعتقاد القديم بأن الدين ظاهرة تعم البشر جميعا اعتقادا سليما .
* ويقول الفيلسوف الفرنسي ( هنري برجسون ) : لقد وجدت جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات ، ولكنه لم توجد قط جماعة بغير ديانة .
* يقول عالم البيولوجيا الأمريكي ( إدوارد ويلسون ) : إن إعتقادنا الديني هو أحد السلوكيات البشرية العامة ، تجده منذ المجتمعات القبلية حتي المجتمعات المتحضرة .
* يقول الفيلسوف الوجودي ( ألبير كامو ) : ثقل الأيام مخيف لكل أمرىء يعيش وحده من غير إله ومن غير سيد .
* برتراند راسل : يبدو أن شيئا في المرء ينتمي بعناد إلي الله .
ونعود للسؤال مرة أخري ...هل يمكن التشكيك في تلك البديهيات 
والإجابة يتلخص تشغيب المشغبين حول البديهيات في الآتي : 
١- هل نستطيع الانفكاك عنها ؟ 
٢- هل البديهيات مطلقة الصحة أم لا ؟ 
٣- هل من الممكن سقوطها في خارج العالم في مكان ما أو زمان ما ؟ 
الجواب علي ذلك : 
البديهيات مطلقة الصحة في كل الأزمنة والأمكنة ، ومحال سقوطها أو تخلفها ، وتوضيح ذلك 
١- استحالة الانفكاك 
إن الذي ينكر البديهيات ينطلق من البديهيات نفسها ، ولا يستطيع الانفكاك عنها ولا التفلت منها ، فهو يؤمن بمبدأ الهوية ، ويؤمن أن إنكار البديهيات نقيض الإيمان بها ، وهذه هي بديهة عدم التناقض ( إذن هو يؤمن بعدم التناقض) ، فيؤمن أن ذاته هي ذاته ، وأنها غير الآخرين ، كذلك يؤمن أنه حي وليس بميت ، ويؤمن أنه إما أن يؤمن بالبديهيات أو ننكرها ولا ثالث بينهما ، وهذه بديهة تسمي ( الثالث المرفوع ) ، ثم هو يسأل عن أدلة صحة البديهيات لأنه يؤمن أن الوصول لتلك النتيجة يحتاج لسبب ، فيطلب أدلة وأسباب يؤمن من خلالها بالبديهيات ، فهو متلبس بالسبب والبديهيات دون أن يدري !
٢- حصول العلم واليقين : 
الإنسان لا يمكنه الانفكاك عن البديهيات بأي حال من الأحوال طالما هو موجود ، أو طالما أن هناك علم ما ، أو يقين ما ، وهذا متحقق واقع لا محالة .
فمجرد العلم بشىء واحد ، أو التيقن منه ، لا يمكن حصوله إلا بالاعتماد علي البديهيات والانطلاق منها .
والعلم واليقين حاصل لا محالة عند من يقول ( لا وجود للبديهيات) فيفترص من جملته تلك أنها علم بشئ ما، سيكون متيقنا من معني جملته تلك ( لا يقين عندي ) فهو متيقن من عدم اليقين .
وكل جملة من تلك الجملتين متناقضة وخادمة لذاتها بذاتها .
المرجع : براهين في مواجهة الملحدين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم