قرأت لك ..الحضارة والتغريب

قرأت لك 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
أسعد الله حياتكم ورزقكم الخير ويسر لكم الأمور ، رعاكم الله ، نعود لنلتقي مرة أخري مع قرات لك ، اليوم قرات لك من كتاب موسوعة المذاهب الفكرية لعبد السلام بن محمد بن عبد الكريم 
الفقرة الأولي 
* لأن من حقائق التاريخ التي لا خلاف فيها أن النهضة العلمية والثورة الصناعية والقوة العسكرية كلها إنما تطورت في أوروبا وبلغت أوجها وانتجت رفاهية وثروات غير مسبوقة قبل أن يشهر مصطلح الديمقراطية فضلا عن أن يصبح منهجا تمارسه الشعوب الغربية ، ثم جلبت الديمقراطية جلبا إلي صدارة المشهد وتلقي الناس هذا التناقض العقلي والتاريخي بالقبول لكثرة ترداده ، فأصبحت الديمقراطية التي انتجتها الرفاهية هي سبب تلك الرفاهية!! وما أيسر ما يصبح المحال ممكنا والباطل حقا بالإشاعة الدائبة وطول الترداد.
الفقرة الثانية 
* أما الحضارة فهي التي تملك - بحكم طبيعتها العملية - قوة دافعة ( منظمة ) للمجتمع بحيث يتميز كل مجتمع حضاري عن غيره ، فاصطناع الصنم الديمقراطي ما هو إلا خدعة كبري استعبدوا بها شعوب العالم حين اوهموهم  أن ما عليه الغرب من تقدم هو نتاج تلك الأفكار الديمقراطية البالية التي استهلكتها آثينا في سالف الدهر ، ليشغلوا تلك الأمم عن العمل الأجدر ، وهو السباق في ميدان الحضارة والنهضة والتمدن الذي لا يقوم علي الاوهام الديمقراطية والصراعات السياسية ، التي تستنفد طاقات الشعوب ذهنيا ونفسيا وماليا في دورات انتخابية شكلية لا نهاية لها ، ظنا أنها سر تقدم الغرب ، وإنما يصنع التقدم والرقي عقول وقادة وسواعد فتية وهمم ناهضة ، فهل ابتدأت الصين واليابان نهضتهما بالطريق الديمقراطي والليبرالي ام طرقتا سبيل الحضارة والمدنية والتصنيع ؟!
هذه الكلمات كانت في سياق الحديث عن نقض الديمقراطية ، وبيان ضعفها وانها ليست سوي شرك يفرضه الغرب علي الدول النامية ودول العالم الثالث ليبقيهم تحت سيطرته ، الديمقراطية ليست سببا للحضارة ولكنها نتاج للحضارة ، لن يكون حديثي عن الديمقراطية ولكن عن الحضارة لكني كنت أريد إيضاح أن اتباع النموذج الغربي ليس سبيل التقدم والتحديث بل سبيل التغريب .
الحضارة أو إعادة بعث حضارتنا تنبع منا ، أن تكون هويتنا واضحة أمام أعيننا ، لكن اتباع الغرب أو الشرق أو اتباع كل ناعق لن يفيدنا في شىء ، بعض الناس يظن أن الحضارة هي أمريكا وأوروبا هو مفتون بما هم عليه ، فيتبعهم وهو مغمض العينين بدون بصر أو بصيرة ، القارئ للأحداث حوله يتبين له أن الأمم التي تتقدم لم تتبع اي نموذج ولكنها بنت حضارتها بنفسها ، الحضارة الإسلامية بنيت بأفكار وعلوم أبنائها ، هضموا علوم من سبقهم ثم أسسوا حضارة ظلت تقود العالم قرونا ، لن اطيل الحديث ولكن أحيلكم علي بعض الكتب ...موسوعة المذاهب الفكرية....أساليب الغزو الفكري...مذاهب فكرية في الميزان ...موسوعة الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ...حضارتنا...وغير تلك الكتب من الكتب التي ألفت في القضايا الفكرية والمذاهب الفكرية 
دمتم بخير 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم