هناك إله ..الحلقة الثانية عشر
هناك إله
الحلقة الثانية عشر
بقلم : محمد فتحي شعبان
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله الرسول الخاتم الذي أرسله الله هدي للعالمين ، نذيرا و بشيرا لعل الناس يهتدون ، اللهم صل علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد : فما زال الحديث موصولا عن الإلحاد وأهله ، وأن من وراءه تخطيط وتدبير لإخراج الناس من عبادة الله إلي اللاشئ و الكفر بالله ، فهم يريدون لملة الكفر أن تقود وتسود ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون
* مقالة منقولة
* أنه لا يخلو لسان أمة من الأمم في أقطار الأرض وآفاقها إلا وهم يسمونه بخواص من أسمائه عندهم ، ومستحيل وجود اسم لا مسمي له كاستحالة وجود دليل من غير مدلول عليه بل المدلول موجب الدليل.
* سأل ملك حكيم : ما أدل الأمور علي الله ؟
قال : الدلائل كثيرة وأولها مسألتك عنه لأن السؤال لا يقع علي لا شىء
قال الملك : ثم ماذا ؟
قال : شك الشاكين فيه ، فإنما يشك فيما هو ، لا فيما لا هو
قال الملك : ثم ماذا ؟
قال : وله الفطن إليه ( أي التفكير فيه سبحانه ) الذي لا يستطيع الامتناع عنه
قال الملك : زدني
قال : حدوث الأشياء وتنقلها علي غير مشيئتها
قال : زدني
قال : الحياة والموت اللذان يسميهما الفلاسفة النشوء والبلي ، فلست واجدا أحدا أحيا نفسه ، ولا حيا إلا كارها للموت ولكن ينل منه
قال : زدني
قال : الثواب والعقاب علي الحسنة والسيئة الجاريان علي ألسنة الناس .
كتاب البدء والتاريخ للمقدسي ، نقلا عن كتاب قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي للدكتور مصطفي حلمي
عودا علي ما سبق والإجابة علي سؤال هل يمكن التشكيك في البديهيات وقد وصلنا إلي حصول العلم واليقين .
يقول دكتور أحمد ناجي السعيد في كتابه ( براهين في مواجهة الملحدين ) : وكل علم أو يقين لا بد أن ينطلق من مقدمات بديهية فطرية ، ولو اعتمدت كل مسألة علي مقدمات نظرية ، ثم علي مقدمات نظرية إلي ما لا نهاية ، لزم التسلسل اللانهائى وبالتالي لن يحصل العلم واليقين .
إذن لا بد من مرحلة ننتهي فيها إلي مقدمات ضرورية فطرية ، فكل علم ليس بضرورى لا بد أن ينتهي إلي علم ضروري ، فلا بد من علوم بديهية أولية يبتدؤها الله في القلب وغاية البرهان أن ينتهي إليها .
٣- تفريق العقل بين المستحيل عقلا والمستحيل عادة .
* المحال العقلي : هو ما يلزم من فرض وقوعه أمر محال
* المحال الاعتيادي : هو ما كان ممكنا بذاته ، إلا أنه ممتنع بحكم العادة ، فالعقل لا يحكم باستحالته ، ولا يلزم من وقوعه محال .
فيفرق الإنسان بين المحال العقلي ، والمحال الاعتيادي ، فلا يقبل عقل الإنسان مجرد تصور نقيض البديهيات ، فمثلا لا نستطيع تصور يكون موجودا معدوما في نفس الوقت ، وكذلك لا يمكننا تصور فعل دون فاعل .
فهذه أمور محالة ، وعند استيعاب معانيها يستحيل مجرد تصورها في العقل .
بينما يمكن تصور المحال الاعتيادي وقبوله عقلا ، كان نقول هل من الممكن أن يكون للإنسان ستة أرجل ؟
فمعني تفريق عقولنا بين المستحيل العقلي والمستحيل الاعتيادي أنهما مختلفان في مصدرها .
فالمستحيل الاعتيادي القائم علي الحس والاستقراء والتجربة يمكنني تصور نقيضه أو تصور تغيره ولا يقع من ذلك محال ، أما المستحيل العقلي فلا يمكنني تصوره ، ومجرد افتراض سقوطه يؤدي للمحالات
يتحصل مما سبق وجوب أن تكون البديهيات خارجة عن المادة والتجربة والاستقراء ، فالتقريرات السابقة تهدم طرح الملاحدة في أن منشأ تلك البديهيات الحس والاستقراء لأن الحس والاستقراء معارف مكتسبة ، والمكتسب لا يقوم ابدا بدون البديهيات ، كما وضحنا ذلك من أن كل منكر للبديهيات ينطلق لزوما من البديهيات ، وإن العلم المتحصل يوجب وجود البديهيات الأولية التي تعتمد عليها المعارف واليقينيات .
ومازال الحديث مستمرا ...
تعليقات
إرسال تعليق