فضفضة

فضفضة 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
اهلا بكم جميعا ، رزقكم الله الرضا فإنه مقام رفيع ، حفظكم الله وحفظ عليكم نعمه ، اللهم نصرك الذي وعدت ، نحن عبيدك وبني عبيدك نواصينا بيدك ، ماض فينا حكمك فاللهم انصر إخواننا في كل مكان اللهم نصرك لأهل فلسطين اللهم نصرك لأهل فلسطين .
منذ عدة أيام حصلت علي كتاب ( الموجز في التحليل النفسي ) تأليف( سيجموند فرويد ) إصدار دار المعارف ١٩٧٠ ، مكتوب علي صفحته الأولي بخط دقيق " مارس ١٩٧٢ " أي قبل ميلادي بأربعة أعوام وستة أشهر ، هناك إنسان ما قام بقراءة هذا الكتاب منذ ٥٢ عام ،ثم دار الكتاب دورته في الحياة حتي وصل إلي منذ عدة أيام ، مكتوب علي صفحات الكتاب العديد من التعليقات علي بعض الفقرات ، وكانت المفاجأة وجدت ورقة داخل الكتاب مكتوبة بخط اليد ، ورقة قديمة ( اكبر مني بأربع سنوات ) مكتوب عليها قصيدة بالعامية ، بنفس الخط المكتوب به التعليقات ( مرفق صورتها مع المقال ) ، دارت في ذهني أفكار كثيرة ، تري من كان صاحب هذا الكتاب ، هل مازال حيا ، كيف كان يعيش ، كيف كان هو ، يكتب الشعر ويتذوق الادب ، ويذهب إلي الجامعة ، من اي مدينة كان ، هو لا شك إنسان مثقف أديب ، تري كم يد أمسكت بهذا الكتاب قبلي ، ما بين كاتب التعليقات وبيني ، يبدو أن لا يد أخري أمسكت بهذا الكتاب ، لأن الكلمات المكتوبة بخط اليد مازالت محتفظة برونقها ، تري كيف خرج الكتاب من يده ، أيضا من الأفكار التي دارت في ذهني ، هل سيحتفظ أبنائي بكتبى بعد موتي ، يشغلني جدا ما سيؤول إليه أمر تلك الكتب ، قد لا يصدق البعض هذا الأمر ، بالفعل يشغلني جدا ما سيؤول إليه أمر تلك الكتب ، هل سيتم بيعها و يتفرق شملها  بعد أن كانت في مكان واحد ، هل ستضيع ام ستحرق وأسئلة كثيرة كثيرة اشتعلت في رأسي .
يحدث هذا معي كثيرا كلما حصلت علي كتاب قديم او مجلة قديمة ، في أحدي المرات حصلت علي كتاب تم طباعته في عام ١٩٤٠ ولم يتم طباعته مرة أخري ، احتفظ احيانا بقصاصات ورق واقلام فارغة ،مازلت اعشق تلك الأشياء الكتب والأوراق والاقلام ، اعشق معانقة القلم للورقة البيضاء فتولد الحكايا .
احداث فلسطين تحتل المكانة الأولي في الأحداث العالمية ، هي الأحداث الأشد ألما ، احداث مفجعة لا كلمات تصف ما يحدث ، سوي انها فاجعة كبري ، تذكرني بفاجعة الاندلس ، مازال أهل الإسلام في غيبوبة ، لا جامع يجمعهم ، ما أراه في الطرقات وفي الأسواق وفي كل مكان لا احد يحمل هم ما يحدث ، صارت قضية فلسطين وغيرها من قضايا الإسلام أمر عادي لا يشغل بال أحد ، لا تستحوذ تلك القضايا علي الاهتمام الكافي ، البرامج الإعلامية والمسلسلات الرمضانية ، جاء رمضان ...اهلا رمضان ...ذلك التغييب و الطمس للقضية .
مشاهد القتل والجثث الملقاة في الشوارع ، حالات الاغتصاب وانتهاك الأعراض ، ولا حياة لمن تنادي ، لا بد أن يكون هناك موقف محدد تجاه قضايانا ، لكن تلك المواقف المائعة ....الإنفعالات الشعورية لا أظن أن لها تأثير .
لله الأمر من قبل ومن بعد  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم