قرأت لك الحلقة الخامسة
قرأت لك
الحلقة الخامسة
بقلم : محمد فتحي شعبان مصطفي
أسعد الله حياتكم ،وبارك في أولادكم ورزقكم الخير حيث كان ، وصب عليكم البركات صبا ، ورفع عنكم الغلاء والوباء
أسأل الله في عليائه باسمائه الحسني وصفاته العليا أن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان ويرزقهم الصبر والشكر آمين .
مع حلقة جديدة من قرأت لك ، واخترت لحلقة اليوم فقرتان الأولي من كتاب ( في فلسفة الحضارة : اليونانية - الإسلامية - الغربية ) لكل من دكتور أحمد محمود صبحي ، ودكتور صفاء عبد السلام جعفر نقلا عن كتاب ( التنوير الإسلامي والتنوير الغربي ) للدكتور مصطفي حلمي ، والفقرة الثانية للفيلسوف الفرنسي رينيه جينو المعروف ب( الشيخ عبد الواحد يحي ) من كتابه ( أزمة العالم المعاصر ) أيضا نقلا عن كتاب ( التنوير الإسلامي والتنوير الغربي ) للدكتور مصطفي حلمي
* الفقرة الأولي :
ومع أنه ليس في الشريعة اليهودية أي مبادئ تتعلق بالشئون السياسة أو الحكم ، فضلا عن أنه لم يكن لهم دولة خلال عصور التاريخ منذ داوود وسليمان - عليها السلام - فإن الأحزاب الدينية التي شاركت في الحكم منذ تأسيس دولة إسرائيل تؤمن أن اليهودية دين ودولة ، فضلا عن أنه لم يقم عداء بين الأحزاب الدينية والعلمانية ، وإنما حوار ديمقراطي بينهما ، إذ كان دعاة الصهيونية السياسية يرون أن هناك دورا مرسوما للدين ورجالاته في الحركة الصهيونية عليهم القيام به ، وهكذا استطاعت الحركة الصهيونية والدينية التكاتف ، بل اخذت الأعياد الدينية طابعا قوميا .
* الفقرة الثانية :
يرى الفيلسوف الفرنسى ( رينيه جينو ) أن السمات التي تميز الحضارات الشرقية هي استنادها إلي عقيدة وتراث نقلي راسخ .. ويقول : و تواجهنا الآن في العالم بحالته هذه جميع الحضارات التي تمسكت بروح العقيدة والتراث وهي الحضارات الشرقية في جانب ، وحضارة معادية لروح العقيدة والتراث النقلي من جانب آخر ، وهي الحضارة الغربية الحديثة .
بداية تعريف بالكتاب
١- دكتور أحمد محمود صبحي : مفكر وأستاذ الفلسفة الإسلامية بالعديد من الجامعات في مصر والعالم العربي ، وهو أحد أشهر تلاميذ الدكتور سامي النشار
٢- دكتور صفاء عبد السلام جعفر : مفكرة وكاتبة وأستاذة جامعية وباحثة ، وهي أستاذ لمادة الفلسفة الحديثة والمعاصرة
٣- رينيه جينو : كاتب ومفكر وفيلسوف فرنسي له رحلة طويلة شائقة مع الفلسفة والفكر ، اسلم في القاهرة عام ١٩١٢ وتوفي في القاهرة .
في الفقرة الأولي يدور الحديث حول عدم وجود أي قواعد للحكم في شريعة اليهود ، وكذا لم يكن لهم دولة علي مر تاريخهم منذ داوود وسليمان إلا في العصر الحديث وهي دولة بلا جذور تاريخية ، ورغم ذلك هم يؤمنون أن اليهودية دين ودولة ، فتجد أنهم يصبغون حياتهم بالصبغة الدينية فالأعياد الدينية صارت اعياد قومية ، حروبهم حروب دينية ، ليست لمجرد التوسع والسيطرة ولكنها حرب لها خلفية عقائدية .
أما في شريعتنا فقد بين الله لنا في كتابه كما بين النبي صلوات الله وسلامه عليه في سنته جميع قواعد وأساسيات الحكم والسياسة ، فلم يفرط الله في الكتاب من شيء بل بين كل شىء ، رغم ذلك تجد من ينادي بفصل الدين عن الدولة ، وفصل الدين عن حياة الناس ، رغم أنه من أساسيات بناء الحضارات والأمم أن يكون لها عقيدة ثابتة ، فلكي تبني أمة لا بد من بناء عقيدتها اولا ، وهذا ما يتحدث عنه الفيلسوف رينيه جينو في الفقرة الثانية ، إذ أن من سمات الحضارات الباقية والمستمرة إلي الآن استنادها إلي عقيدة راسخة وهذا ما يقوله أيضا الصحفي السويسري دوباسكويه إذ يبين أن الحضارة الإسلامية مرتبطة بعقيدة إلهية أي مصدرها دين إلهي ، فكلما كانت قريبة من مصدر تلقيها كانت قوية ، وكلما بعدت ضعفت ، وهذا مشاهد للعيان وواضح لمن قرأ التاريخ جيدا ، فها هم بعض أناس قليلون كانوا متفرقين متحاربين ، خرجوا من الصحراء ليكونوا هم قادة العالم ، وعلمائه وساسته ، إذن من خلال قراءة التاريخ ودراسته و تدبر أحداثه فإن العقيدة مهمة لبناء حضارة وأمة تقوم بالحق .
ومازال للحديث بقية....
أسعد الله قلوبكم
تعليقات
إرسال تعليق