قرأت لك ...الحلقة الرابعة
قرأت لك
الحلقة الرابعة
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياتكم جميعا ، ورزقكم الخير كله عاجله و آجله ، وصب عليكم البركات ، أسأل الله في عليائه أن يرفع عنا البلاء والغلاء وأن ينصر إخواننا في كل مكان آميين
أما بعد
مع حلقة جديدة من قرأت لك الفقرة الأولي من كتاب ( ودخلت الخيل الأزهر ) ل محمد جلال كشك وقد سبق التعريف به قبل ذلك .
* الفقرة الأولي
تنفرد حضارتنا بتعدد وتنوع واستمرار الأقليات في إطارها وحيثما تلفت في خريطة العالم فستجد أن الأقليات التي عاشت عبر التاريخ ، وازدهرت ، ونجت ، هي تلك الأقليات التي أسعدها الحظ فكانت في البلدان التي حكمها المسلمون ، ففي الحضارة الإسلامية عاشت كل الأقليات وازدهرت وتخطت كل مخاطر الفناء التي تعرضت لها الأقليات في الحضارات الاخري .
الفقرة الثانية من كتاب ( التنوير الإسلامي والتنوير الغربي ) للأستاذ الدكتور مصطفي حلمي وقد سبق التعريف به أيضا .
* الفقرة الثانية
ومن المتفق عليه بين المهتمين بالحضارات وتاريخها أن لكل أمة تاريخها الخاص الذي يسجل تجاربها التي تنفرد بها ولا تشاركها فيها حضارة أخري ، ولئن كان محور تاريخ حضارة الغرب يدور حول المنجزات العلمية لا سيما منذ عصر النهضة والتحرر من سلطان رجال الكنيسة ، فإن تفسير تاريخ حضارتنا مغاير تماما لهذا التصور ، وإذا صح قول كبلنخ : " إن الشرق شرق والغرب غرب لن يلتقيا " فإنه أكثر ما يكون صحيحا عندما نعرف أن ذروة التقدم والازدهار لحضارتنا الإسلامية يمثلها عصر التنزيل ، عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته ، ومن سار علي منهجهم ، وهو المقياس الذي ينبغي أن نقيس به المراحل التاريخية لحضارة الإسلام ، سواء عند ازدهارها أو عند تدهورها .
يقول الصحفي السويسرى المتهدي للإسلام " روجيه دواسكويه :" نبعت النظرة العالمية للثقافة الإسلامية مباشرة من التنزيل اي من الحقيقة الخالدة السامية ، وليس من تاملات أو اجتهادات الفلاسفة والمفكرين .....فيجب وصف حضارة الإسلام بأنها إلهية " .
تثبت الفقرة الأولي حقيقة تاريخية لا خلاف فيها ،حقيقة مشاهدة حتي يومنا هذا ، أنه لا اضطهاد في بلاد المسلمين لاحد غير مسلم لمجرد أنه غير مسلم ، وقد أثبت الشرع حقوق أهل الذمة في بلاد الإسلام و أقرهم علي دينهم و كنائسهم و معابدهم بل إنه ورد في الأثر ( من آذي ذميا فقد آذاني ) وهذا أمر تميزت به الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات ، ويدل هذا علي مدي رقي تلك الحضارة والارتقاء العقدي والفكري إذ أن هذا الأمر كان عقيدة ثابتة ، فقد ورد في الكتاب ( لكم دينكم ولي دين ) ، لكن كان الأمر في الحضارات الاخري علي غير ذلك ، فكان الاضطهاد علي أشده لكل أقلية خاصة إن كانت مسلمة ، وهذا أمر ثابت تاريخيا مشاهد للعيان ، فالأقليات المسلمة مضطهدة في كل مكان مهدر حقها ، ومهدر دمهم و تغتصب نسائهم ، وإن دل هذا علي أمر فعلي مدي إنحطاط تلك الحضارات ومدي دناءة عقيدتهم وأفكارهم .
أما الفقرة الثانية فتخبرنا بأن لكل حضارة سماتها الخاصة بها التي تميزها عن الحضارات الأخري ، والحضارة الإسلامية نشأت من خلال الوحي الإلهي تستمد منه نورها وقوتها ، ليست قائمة من خلال فكر فلسفي ، فهي حضارة تنظمها شريعة إلهية لذا كان لا بد أن تستمر ، فرغم كل محاولات هدمها لكنها مازالت قائمة مازالت موجودة كالنار تحت الرماد ، قد تخبو نارها لكنها لا تنطفئ ،الحضارة الإسلامية غير كل الحضارات السابقة و التالية فكما قلت هي مرتبطة بالوحى الإلهي فكان رسولها هو قائدها ،ثم كان القادة من بعده أصحابه الذين تلقوا عنه ، ففتحوا الدنيا وسادوا وقادوا هذا العالم ، فكان فتحهم لهذا العالم رحمة وكان وجودهم في كل أرض ضياء ونورا ، نشروا العدل وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد .
إذن المعني من وراء ذلك أن ما قامت عليه حضارة الغرب أمر غير الذي قامت عليه حضارتنا وما يصلح لهم لا يصلح لنا ، فلنا سماتنا ولهم سماتهم ،تلك أمة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
التغريبيين يحاولون إقناع الناس وإفهامهم أنه لا تقوم لنا قائمة إلا إذا اتبعنا الغرب ، نحذوا حذوهم ونتبع أثرهم فنكون مجرد استنساخ مشوه ، لكن غفل الجميع عن تلك الآية التي لم ينزل مثلها في أي كتاب ( اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
أسعد الله حياتكم ، لنا لقاء بإذن الله .
تعليقات
إرسال تعليق