ساعة عصرية

ساعة عصرية 
حكاوي بالعامية 
الحلقة الثامنة والعشرين 
اهلا وسهلا بكم أبو سفيان يحييكم من ارض العامرية ، أدامها الله عامرة بأهلها ، صباحكم سعادة ، رغم ما زلت لا أحب الكتابة بالعامية ، لكن هنا ساعة العصرية ، يعني الموضوع كدة بيبقي فضفضة ودردشة .
أنا واعوذ بالله من قولة أنا ( مش عارف هم بيستعيذوا بالله من قولة أنا ليه مع انها عادي يعني ) شغال محاسب في وكالة العامرية سوق الجملة يعني للخضار والفاكهة ، الموضوع اللي عايز احكيه مرتبط بالوكالة اي نعم لكن هوة موضوع عام اقصد المفهوم من الموضوع ، نقول بقي يا سيدي ركز معايا .
حمامات الوكالة ( اشمعني ) ركز بس المفروض أن في متعهد متولي نظافتها وان بيعين عمال نظافة للوكالة كلها عموما ، وبياخذ نظير ده مبالغ مالية محترمة ، والمفروض أن هوة بيقوم بأعمال الصيانة للحمامات ، يعني حنفيات أو لو حوض اتكسر بيركب مكانه أو غير ذلك ، المهم إن مفيش حاجة من دي بتحصل ، الحمامات بقت غير صالحة للاستخدام الآدمي اللهم إلا حمام المسجد الخاص بالوكالة ، وده لأن المتعهد بعيد عنه وفي خادم للمسجد متولي الأمر ده  ، كمان لما يكون في عملية تنظيف لشوارع السوق بياجر لودر وبيلم فلوس من المحلات مع أنه المفترض أن ده تابع لأعمال النظافة اللي هوة متوليها .
ملناش دعوة بحد ، الله يسهله الحال وبلاش نجيب في سيرة الناس ، الغرض من الموضوع ده هوة مفهوم معين اللي هوة ايه بقي اقولك يا سيدي هوة مفهوم ( ثقافة المغلوب وسقوط المنظومة ) ، اتكلمت عن الموضوع ده في مقال بعنوان قرأت لك وكان عبارة عن قراءة في مقدمة ابن خلدون ، المغلوب مع انهزامه وصدمته من الحال ده ، بينتابه شعور بالدونية وان الغالب أفضل منه دي نقطة ، الكتير بيستسلم للشعور ده ومش بيحاول يغير من نفسه، وبالتالي يحصل عنده تدني في الأخلاق والسلوكيات ، وبينتشر كل شىء سئ في المجتمع .
الغش والمخدرات والدعارة والشذوذ و العقوق و...و...و حاجات كتير و ...سقوط المنظومة يعني لما اشوف التجاوزات اللي بتحصل وبتعدي ومفيش حد بيحاسب حد أو كله بيطبخ وابجني تجدني لما المدرس يمد أيده  وياخد الفلوس من التلميذ ، والتلميذ ينجح لانه دافع ، وده حاصل ، العيال مش بتحضر طول السنة واخر السنة يدفع وينجح ، عيال في ثانوي تجاري أو ثانوي صنايع ومش بتعرف تقرا ، كان معايا شاب شغال شيال حاصل علي دبلوم زراعة ومش بيعرف يقرأ ولا يكتب ، طب يا ابني نجحت ازاي ...الفلوس طبعا ، وبيخرج جيل فاشل فاقد الانتماء والهوية ومنظومة القيم سقطت في عينه ، يعني مفيش اي مبدأ غير مصلحته الشخصية .
يمكن الحاجات دي كانت مقصودة  التغييرات اللي حصلت في مجتمعاتنا مقصودة ومتخطط ليها ، هم نجحوا واحنا سقطنا في خطتهم ...التغريب والعولمة والليبرالية والفرويدية وخلافه ، يعني لعبوا بالاخلاق والأفكار ووصلونا لحالة من التردي الخلقي والفكري .
طبعا حاليا في وعي يعني في ناس عندها وعي بالاحداث والمخططات ، لكن محتاجين لنشر الوعي وأنه يكون في دور فعال للناس اللي عندها وعي .
صباح السعادة ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم