حنين
حنين
بقلم : محمد فتحي شعبان
صباحكم سعادة ، رزقكم الله الخير كله وصرف عنكم كل سوء ، اللهم نصرك الذي وعدت...اللهم نصرك الذي وعدت ....اللهم نصرك الذي وعدت .
أحيانا يتوقف العقل عن التفكير ، كأنه برج إشارة عاطل لا يتلقي ولا يرسل أي إشارات ، ليس هناك أي استجابة لما يدور حولي ، الضغوط النفسية والعصبية نتيجة الأحداث العاصفة التي أمر بها هذه الأيام ، احيانا أشعر أني أريد إغماض عيني ثم اذهب في سبات عميق ، إلي أن تمر هذه الأحداث ، لكن لا بد من المواجهة و معايشة تلك الاضطرابات حتي تمر بكل ما فيها .
في الأيام الماضية تعرضت لأحداث كثيرة ، لم اتوقع يوما أن اتعرض لمثل تلك الأحداث ، رغم اني أحب الهدوء والابتعاد عن الناس ، لكن و كما يقال تم الإلقاء بي في وسط المعمعة ، انتهي الهدوء و ودعت الدعة .
الهروب من الواقع بكل ما فيه من أحداث مريرة ، يحدث أن نهرب إلي الماضي أو إلي عالم من الخيال حين تكون أحداث الحاضر فوق طاقة احتمالنا ، يأخذنا الحنين إلي الماضي ، احداث الطفولة والشباب نحاول التمسك بالوهم مخافة الغرق ، يحدث ذلك حتي للأوطان ، في بريطانيا في مرحلة السبعينات حدث ذلك الأمر كانت في هذا الوقت علي وشك الإنهيار الأخلاقي والاجتماعي ، لكن الهروب والحنين إلي الماضي يجدي ، أو الهروب إلي الخيال وعالم المخدرات والوهم يجدي .
الكثير والكثير من الحكايا ، التلوث الفكري الذي حدث لهذا الجيل ، و تشويش العقائد والعقول ، أصبحت الصورة غائمة ، البوصلة فقدت اتجاهها وحدثت حالة من التخبط ، الكل يري ذلك ويشاهد الأحداث .
العودة المجردة إلي الماضي لا تفيد ، فهي لا تحدث تغييرا في حاضرنا فقط تزيد آلامنا وتسبب لما نوعا من السكون ،اما العودة إلي الماضي كي نستلهم معالجة لمشاكل عصرنا فهي محمودة لأنه وكما يقال التاريخ يعيد نفسه.
ورد في البخاري عن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( لا ياتي عام إلا والذي بعده شر منه حتي تلقو ربكم ) ..في هذا الحديث إخبار الناس عما سيحدث ولكنه ليس دافع للتشاؤم والاستسلام وليس معناه أن ليس هناك خير ، لكن هذا وصف اغلبي اي ان هذا هو الحال الغالب ، فقد ينطبق الحديث علي بلد دون بلد وعلي زمان دون زمان
كما حدث مثلا في عهد عمر بن عبد العزيز فقد كان زمنه أفضل من زمن من سبقه من خلفاء بني أمية .
في حياتي الشخصية أهرب احيانا كثيرة إلي الخيال ، لا أهرب إلي الوهم فهناك اختلاف بينهم ، الضغوط التي أعيشها تجعلني احيانا أحلق بعيدا ، تنبت لي أجنحة فأسبق الريح ، ليس لأني لا أحب المواجهة ولكن كي اعطي عقلي ونفسي استراحة استعيد بها بعض الهدوء .
كلما مرت بنا الأعوام يأخذنا الحنين إلي الماضي سواء علي المستوي الشخصي أو علي المستوي العام ، قرأت مقال لدكتور خالد توفيق عن أمر كهذا البعض فعلا ينظر إلي الماضي أو يحن إلي الماضي فيعيش فيه و ينبذ الواقع ، و ينسي أن يواجه ويستعيد نفسه .
صباح الخير
تعليقات
إرسال تعليق