قرأت لك
قرأت لك
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع ، رزقكم الله الخيرات وصب عليكم البركات ، بارك الله لكم في أولادكم ويسر لكم أمركم ، اللهم نصرك الذي وعدت ، اللهم نصرك الذي وعدت ...آميين
مازالت قضية فلسطين وأحداث غزة هي الشغل الشاغل لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو بصير ( والبصر غير البصيرة ) ، ليست أحداث غزة وحدها ولكن ما يحدث في بلاد العرب والمسلمين عامة ، تلك الحروب العقدية والفكرية ، والحلم الذي يروادهم بأن يمحى الإسلام من الارض ، لكن لا يعلمون أن الله متم نوره ولو كره الكافرون ، مع حلقة جديدة وقرأت لك ، وقرأت لك هذه المرة من كتاب ( الجسد حقيبة سفر ) لغادة السمان ، وقد نقلت منه في مرة سابقة ، وعرفت بالأديبة غادة السمان ، رغم أن الكثير من القراء يعرفها ، أيضا كتاب الجسد حقيبة سفر ، وهو كتاب ادب رحلات ، إذ تحكي فيه عن رحلاتها بين بريطانيا وفرنسا والسودان والعراق ومصر وفلسطين ، أثناء القراءة لفت انتباهي بعض كلمات فقمت بنقلها ، إليك تلك الكلمات
قالت ...
قال لي الغرسون العجوز في مطعم الويمبي الأميركي الروح والإيقاع ( لقد ماتت بريطانيا يا سيدتي ..السبب ؟ الجيل الجديد أضحي رخو ، وليس هناك ما يؤمن به ، والذي لا يؤمن لا يعمل ، لأنه يظل مهدورا ، زائغا بلا هدف )
ثم قالت... ( وقد ظهرت موجة الهيبيين في أواسط الستينات معبرة عن ضياع أحفاد الأمبراطورية التي لم تعد امبراطورية ، وخرج أبناء المجتمع العسكري الأمبريالى العتيق ..حفاة شبه عراة وقد رسموا الازهار علي أجسادهم و علقو النياشين الحربية القديمة باستخفاف علي سيقانهم ، وحطموا كل اخلاقيات عوالم الدانتيل والرياء والعصر الفيكتوري ، لكن موجة الهيبيين ما لبثت أن انحسرت ، لأنها عجزت عن تقديم البديل لموت المجتمع القديم ...
ثم ذكرت جملة بعد ذلك ..
( لقد دمروا البيت العتيق لكنهم عجزوا عن بناء حتي خيمة في خلاء موت القيم ) .
هذه الفقرات من مقال بعنوان ..بريطانيا تواجه الفقرين : المادي والمعنوي !! المقال كتب عام ١٩٧٥، الحديث هنا عن بريطانيا وهي دولة عظمي كما يقولون ، وهي كانت الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، وقد قامت نهضتها علي الثروات المنهوبة ، سواء كانت نهضة بريطانيا أو فرنسا أو غيرها من الدول التي احتلت بلاد الإسلام .
لكن رغم أن الحديث عن بريطانيا نستطيع إسقاط المفهوم علي غيرها من الدول ، تنقل غادة حديث الجرسون عن موت بريطانيا ( وهو كان موت مؤقت ) لماذا ماتت لأن شبابها صار رخو ، صار لا يؤمن بشئ والذي لا يؤمن لا يعمل ، نعم لا هدف ولا رؤية ولا منهج ، شباب فقد هويته فصار بلا اتجاه ، الشباب هم قوة اي بلد ، هم وقود اي بلد فإذا فقد الشباب إيمانهم و عزمهم ، ماتت البلاد نعم ماتت البلاد ، الذي لا يؤمن لا يعمل ، لأنه يظل مهدورا .....فقد إيمانه بهويته ....فقد إيمانه بذاته ...فقد إيمانه بكل شىء ، فصار لا شىء .
ثم تكمل غادة الحديث ، تحكي عن موجة الهيبيين التي اجتاحت بريطانيا في ستينات القرن العشرين ، كذلك اجتاحت غيرها من الدول ، هذا الضياع الذي حدث لهذا الجيل ، جيل ضاع ثم كان سببا لضياع كل قيمة ، ضياع هذا الجيل حدث لأنه كان لا يؤمن بشئ ، أكرر ضياع الهوية وفقدان الإنتماء .
لقد دمروا البيت العتيق ....نعم هذا حدث تم تدمير كل قيمة ...ثم صاروا لا شىء ....
نستطيع إسقاط ذلك علي مجتمعنا ..هذا الجيل الذي نشأ ضائعا ، نشأ بلا هوية ، نشأ بلا قيمة يؤمن بها ، نشأ تحت نير الأفكار الغربية والشرقية ، فصار جيل مائع ...
تعليقات
إرسال تعليق