ساعة عصرية

ساعة عصرية 

حكاوي بالعامية 

الحلقة التاسعة والعشرون 

بقلم : محمد فتحي شعبان 

أسعد الله حياتكم ، حفظكم الله وحفظ لكم أولادكم ، و مازالت ساعة عصرية هي بيتي الذي أشعر فيه بالراحة .

احيانا بيكون اولادنا فتنة لينا ، وعدو رغم أنهم اقرب الناس لينا ، وبيكون ده مؤلم جدا للنفس ، الابن العاق لوالديه ، و عاق مفهوم كبير ، حقولكم حاجة شخصية ،ابتليت بابن عاق وليه مشاكل كتير معانا ومع الناس ، ابن خلاني في حالة مأساة مش عارف اخلص من مشاكله ، بعد ما كان حافظ للقرآن وبيحفظ حديث وصوته رائع في القرآن ، انقلب حاله بقي شخص تاني ، مشاكل وقلة ادب وأسلوب غاية في السوء ، مقصرتش معاه وممكن أكون قصرت وانا معرفش ..لكن في شىء غلط حصل ، لما كبر اتغير كل شىء من الحال الطيب إلي الحال السيئ ، ورغم كدة ما زلت أحاول اصلاح حاله ولا اتوقف عن الدعاء له بصلاح الحال ، ومش بقدر مقفش معاه في مشاكله .

عن اي ثقافة وعن اي علوم تتحدثون ....عندي مكتبة كبيرة ، فيها كتب في مجالات علمية وثقافية وتاريخية ، يعني كتب متنوعة ، ومشرد في الشارع مليش سكن مستقر فيه ، عايش مؤقت عند ناس لحد لما الاقي سكن ، ومديون لطوب الأرض ، ومرتبي مش مكفي اكل وشرب ، ومش قادر ادفع ايجار ، ومهدد كل ثانية أن أي حد من ولادي يتعرض لأي اعتداء لأن عندي ابن عامل مشاكل مع الناس كلها ، اللي كان حافظ قرآن أصبح صايع وفاشل ، اي ثقافة واي علم واي ادب ، الموضوع فاشل وملهوش لأزمة .

الكتب مش بتأكل حد ، الكتب ما بتدفعش ايجار ، الكتب مش بتدينا مصاريف ،  انتو ببتكلموا في ايه ، ثقافة ايه ونهضة فكرية ايه ، احنا عايشين علي الهوا ، بعد سنين عمري دي كلها حسيت اني فاضي ،زي البلونة منفوخة وجواها هوا ، انا هوا ، ابو سفيان راح ابو سفيان جه ، وانا لا شىء ، هي دي الحقيقة ، بعد عمري ده كله أنا لا شىء ، طظ في الثقافة وطظ في الفكر احنا عايزين نعيش ، عايزين اكل وشرب ولبس ، مش حنفطر الصبح كتب ولا حنتغدي ادب ، ولا حنتعشي ثقافة ، أنا فاشل اتعلمت واتثقفت وكونت مكتبة وقريت ومققت عنيا هوة ده الفشل .