إسرائيل أولا
إسرائيل اولا ....
بقلم : محمد فتحي شعبان
لم يعد بإمكاني القول أسعد الله حياتكم ، ولم يعد بإمكاني القول صباح الخير....اللهم عليك بالظالمين و الخائنين اللهم عليك بكل عدو لهذا الدين ولهذه الأمة ، اللهم احفظ اهل فلسطين ( أو من بقي من اهل فلسطين ) فقد جار عليهم العجم والعرب ولقد جار عليهم المسلمين قبل اليهود .
احداث فلسطين تدمي القلب وكلنا في حال من الصمت، الكل ينظر ويري ما يحدث ولا حياة لمن تنادي ، إن ما يحدث هو خيانة لأهل فلسطين ، وخيانة للإسلام ، لا تعجب فلقد خانوا الله من قبل ، نعم خانوا الله من قبل ، علي مر تاريخ فلسطين تعرضت إلي خيانات كثيرة ، كانت هذه الخيانات سببا ادي الي سقوطها في يد أعدائها ، و سببا فيما تعرضت له من محن وقتل وسفك دماء وانتهاك اعراض .
لقد خانوا فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام التي تنتهك حرماتها و تباد إبادة جماعية ، خانوا الأمة حين تركوا دين الله وولوا ظهورهم له ، تلك كانت البداية .
نعم علي مر العصور تعرضت فلسطين للخيانة وغير فلسطين من بلاد المسلمين ، خيانة من الحكام ومن القادة و حتي من بعض المسلمين ، الكل حريص علي منصبه وعلي كرسيه وقد يبيع اي شىء ليبقي الكرسي .
ما حدث في غزة ورفح وفلسطين عامة هو إبادة أهلها وإحلال شعب محل شعب ، أبادوا أهل الوطن وأصحاب الأرض وأحلوا مكانهم اليهود ، لقد تكالبت عليهم الأمم من كل حدب وصوب ، لم يغيثيهم أحد و خذلهم الجميع ....
هنا أقوم بذكر بعض الأمثلة علي خيانات لفلسطين ..
خيانة الفاطميين ...الشيعة العبيدية الباطنية :
قوم خانوا الله و خانوا دينه و خانوا عباده ...فقد أسلموا القدس للصليبين ...وحاربوا الدولة العثمانية وكانوا شوكة في ظهرها ...و اغتالوا قادة المسلمين من أهل السنة...فكل أحد غير أهل السنة فهم موالين له أما أهل السنة والجماعة فهم لهم أعداء ...
وإليك ما كان منهم ...
نقل الدكتور يوسف غوانمة عن وليم الصوري ( إن محاصرة الصليبيين لأنطاكية أثلجت صدر الأفضل ، واعتبر أن خسارة الأتراك السلاجقة ( السنيين ) لأي جزء من أملاكهم إنما هو نصر له نفسه ) ..
وتماديا في الخيانة ( وبدلا من أن يجيش الجيوش لصد المعتدين أرسل سفارة إلي الصليبيين بينما يحاصرون أنطاكية ، وتفيد بعض المصادر الصليبية بأن الأفضل عندما رأي حصارهم لأنطاكية قد طال ، خاف أن يتسرب الضعف والملل إلي نفوس الصليبيين ، لذا أرسل إليهم سفارة ترجو قادتهم مواصلة الحصار ، فاستقبل القادة الصليبيون السفارة الفاطمية بحفاوة بالغة وعقدوا معهم عدة اجتماعات وتسلموا منها رسالة الافضل ، ومكث الوفد الفاطمي في المعسكر الصليبي عدة أسابيع عادوا بعدها إلي بلادهم تصحبهم سفارة صليبية تحمل الهدايا الوفيرة للتباحث مع الافضل في الأمور التي اتفقوا عليها ) ..
* والجدير بالذكر أن السفارة الفاطمية قبل إبحارها عائدة إلي مصر أرسل إليها الصليبيون حمولة أربعة جياد من رؤوس القتلي السلاجقة السنيين هدية لخليفة الفاطميين فالديز أفراد السفارة سرورهم البالغ لذلك المشهد .
ذكر الدكتور مصطفي العناني نقلا عن الكاسكيفلوني ما يفيد أن وفدا من النبلاء قد زاروا ضريح السيد المسيح وقد دخلوا الإسكندرية واصطحبهم وفد من الفاطميين إلي ميناء بيت المقدس ...
* لم يتدخل الأفضل واستغل فرصة انشغال السلاجقة في شمال الشام بالتصدي للزحف الصليبي فأرسل قواته إلي صور وفتحها عنوة وملكها ، ثم أرسل قواته في العام التالي ونزلت علي بيت المقدس واستطاعت أن تنتزعه من أصحابه الأراتقة سكمان وأخيه إيلغازي ، ولو بقي بيت المقدس في أيدي الأراتقة لكان أصلح للمسلمين علي حد قول ابن ظافر ...
* في هذا الوقت كانت الجيوش الصليبية في طريقها إلي بيت المقدس ، فلم ينتظر الأفضل وصولها أو حتي التصدي لها ، بل عاد لتوه إلي القاهرة ، في حين كانت القوات الصليبية التي حاصرت بيت المقدس في غاية الإنهاك والتعب ، وعانوا أثناء الحصار كثيرا من الحرارة الشديدة التي ظلت تهب أياما عديدة ، فأثارت بذلك أعصاب الصليبيين الذين لم يألفوها ... وذكر بعض المؤرخين عن أعداد الصليبيين فهي لم تتجاوز ١٥٠٠ فارس و ٢٠ ألف من المشاة ، لقد كان بمقدور المسلمين في هذه الحال تحطيم القوات الصليبية لكن...موقف الدولة الفاطمية بحكم أنها الدولة القوية كان فاتحا لها ابواب النصر ( أي الصليبيين ) وقد تعجب ابن تغري بردي فقال ( والعجب أن الفرنج لما خرجوا إلي المسلمين كانوا في غاية الضعف من الجوع وعدم القوت ، حتي أنهم أكلوا الميتة ، وكانت عساكر الإسلام في غاية القوة و الكثرة فكسروا المسلمين وفرقوا جمعهم ) .
خيانة الدروز ....
بعد سقوط أنطاكية بيد الصليبيين في عام ٤٩٠ه ، وتمكن القائد الصليبي بوهيموند من جعل أنطاكية عاصمة ملكه ، واتجه جنوبا للسيطرة علي بيت المقدس ، وكان التنوخيون يشكلون عماد دعوة الدروز في جبل لبنان ، وكان موقف التنوخيين سلبيا للغاية فلم يعترضوا سبيل القوات الصليبية القادمة من أنطاكية والمتجهة إلي بيت المقدس ، ولم يمسوها بسوء بل مرت بأمان من جوارهم .
لم يقف التنوخيون عند حد وقوفهم متفرجين علي الزحف الصليبي ، بل تعدي الأمر لأبعد من ذلك حيث قام أحد زعمائهم وهو عضد الدولة علي التنوخي بمصالحة الصليبيين والانسحاب من صيدا وتسليمها لهم .
هذا غيض من فيض ومازال هناك العديد من الأمثلة والشواهد علي تلك الخيانات التي حدثت علي مر التاريخ ، إن كان في العمر بقية سأنقل لكم بإذن الله أمثلة و شواهد أخري علي تلك الخيانات ...
نقلا عن كتاب وااقصاه تأليف الشيخ : سيد بن حسين العفاني ...الذي نقل بدور عن العديد من المصادر .
وما زال الحديث مستمرا ...
تعليقات
إرسال تعليق