الرجعية والأصولية 2
الرجعية والأصولية
2
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياتكم وبارك في أبنائكم ورزقكم الخير كله ، اللهم نصرك لأهل فلسطين ....اللهم نصرك.لأهل فلسطين ....اللهم نصرك لأهل فلسطين ...آميين
أما بعد :
هناك العديد من المصطلحات التي ظهرت في العصر الحديث ، وقد تلقاها المثقفون وغيرهم كما لو أنها إحدى الموضات ، وأصبحت تتردد علي السنة الجميع وكل يستخدمها وفق هواه ، قد لا يتبين البعض ما تحت هذا المصطلح من معني أو ما يرمي إليه ، هناك أيضا العديد من المصطلحات المطاطة التي تتسع لعديد من التعريفات وكل يعرفها وفق ما فهم منها أو وفق هواه .
هناك قاعدة أساسية تقول ( لا مشاحة في الإصطلاح ) وهي تعني أن الخلاف إذا كان واقعا في الأمور الإصطلاحية فإنه لا ينبني عليه حكم ولا اعتبار ، وتظهر هذه القاعدة فيما لو حصل اتفاق على المعني واختلفوا في التسمية أو اللفظ ، إذ أن ما يعنينا هو تعريف ذلك الاصطلاح اي ( ما هو بداخل الإطار وليس الإطار نفسه ) ، أعود مرة أخري للقول بأن هناك العديد من الإصطلاحات التي يتم تداولها هذه الإصطلاحات تحمل كثيرا من التأويلات ، فلا بد من توضيح ما ترمي إليه ، ولا نكون مثل الببغاء .
كتبت في مقال سابق عن الأصولية وتعريفها وان مفهومها في الغرب ليس له مقابل في اللغة العربية وليس هناك أي اصطلاح بنفس المعني ، غير كلمة أصل وهي تعني الجذر أو النسب أما الأصولية في الغرب فتعنى الجمود الفكري ومقاومة التطور .
الرجعية و التقدمية :
اللفظين متضادان ...الرجعية الرجوع إلي الخلف والتقدمية التقدم إلي الأمام ، هذا ما يتبادر إلي الذهن حين تقرأ هذين المصطلحان .
الرجعية :هي مصطلح في العلوم السياسية ويعني ..العودة إلي حالة سياسية سابقة للمجتمع يعتقد أنها تتمتع بخصائص غائبة عن الوضع الراهن المعاصر ، وتستخدم في الإشارة إلي موقف شديد المحافظة يعارض التغير الإجتماعي أو السياسي ، وكما يقول المنظر السياسي( مارك ليلا ) فإن الرجعية تتطلع إلي قلب وضع الإنحطاط الحالي واستعادة الماضي المثالي .
وفي تعريف آخر للرجعية : المقصود بها أي فكر أو أيديولوجية تعارض التغير في المجتمع والوقوف ضد الإصلاحات الجديدة .
إذن الرجعية الفكرية هي التمسك بالقديم ومعارضة التغيير ، وهي تنظر إلي الوضع الحالي علي أنه سئ وان الأفضل الرجوع إلي حالة سابقة ، فهي علي ذلك تعني الجمود الفكري كمثيلتها الأصولية وذلك في التعريف أو المفهوم الغربي .
التقدمية وهي مشتقة من التقدم أي التحرك للإمام ، وفي المفهوم السياسي فهي فلسفة سياسية عامة تدعم الإصلاحات التدريجية الإجتماعية ، والسياسية ، و الأقتصادية ، والتقدم هو الحركة التي تسير نحو الأهداف المنشودة و المقبولة أو الأهداف الموضوعية التي تنشد ما هو خير ، أو تنتهي إلي تحقيق النفع .
البعض يعني بالتقدمية أنها التقرب من الغرب واتباع مناهجه دون تمييز بين ما هو سئ أو حسن .
في العربية لا نجد لفظة رجعية ولكن نجد رجوع ومرجع ، والمرجع هو الأصل الذي تعود إليه أو المصدر الذي تعود إليه ونستقي منه أفكارنا ومفاهيمنا ، والرجوع هو العودة للخلف .
إشكالية الرجوع إلي الوراء والتقدم إلي الأمام :
تخيل انك تقف موليا ظهرك إلي الشمال و موجها وجهك إلي الجنوب ، فأنت كلما سرت إلي الجنوب تقدمت إلي الأمام ، تخيل نفسك تقف العكس اى موليا ظهرك للجنوب و موجها وجهك للشمال فأنت كلما سرت إلي الشمال تقدمت إلي الأمام .
كيف يكون موقفك تقدمي ام رجعي ... الموضوع برمته مرتبط بالحق والباطل ، ليس بالجديد والقديم ولكن حق وباطل وهذا هو الفيصل والمرجع الذي نرجع إليه .
الحق والباطل مصطلح غير مطاط فيمكن التحاكم إليه في مسألة الرجعية والتقدمية والأصولية .
أسعد الله حياتكم
تعليقات
إرسال تعليق