افهم يا علوش
أفهمها يا علوش
بقلم : محمد فتحي شعبان
صباح الخير ...أسعد الله حياة الجميع وبارك لكم في حياتكم و رزقكم الخيرات وصب عليكم البركات ، اللهم نصرك لأهل فلسطين ، اللهم اربط علي قلوبهم وثبت أقدامهم ، و انصرهم علي عدوك وعدوهم إنك ولي ذلك والقادر عليه .
أما حكاية علوش فهي حكاية قديمة ، مع اختلاف الاسم طبعا ، علوش شاب صغير سافر أباه خارج البلاد ، فأصبح علوش هو المسؤول عن البيت ، وكان يحافظ علي صلاة الجماعة وحضور الدروس الدينية في المساجد ، وكان يأخذ أمه معه لحضور تلك الدروس بانتظام طوال مدة سفر أبيه ، مر عام وعاد أبوه من سفره ، وكان يوم درس يحضره علوش ، و أراد أن ترافقه أمه كالعادة ، فتحججت بأنها مصابة بالصداع ولا تستطيع حضور الدرس ، وأصر هو علي أن ترافقه و أصرت هي علي أنها لا تستطيع الحضور ، فما كان من أبيه إلا أن قال ( أفهمها يا علوش أما مصدعة وانا جاي من سفر ) بمعني ( روح هات شاي أم حسن ) .
إلي هنا وانتهت القصة أمر عادي ، البعض لا يدرك ما يدور حوله فتجده في حالة من الغياب ، تمر عليه الأحداث ولا يشعر بها ولا يدرك فحواها ، هو في حالة غفلة مثل علوش علوش تماما ، ولم يفهمها علوش بسهولة .
مرت شهور طوال ونحن نعيش أحداث غزة ، و يرى الجميع تخاذل الدول الإسلامية والعربية عن نصرتهم ، والكل يتعجب من هذا الأمر ويتساءل وفي نفس الوقت لا أحد يجيب ، ولن يجيب أحد أتدرون لما ؟ لأن الأمر اكبر من الجميع .....أفهمها يا علوش .
أمس أو قد يكون أول أمس ، قرأت منشور علي صفحات الفيس يتحدث عن انتشار موالد الصوفية ، وكان كاتب المنشور قد تحدث عن مولد سيدي غازي( كما يقولون ) وأنه رغم وجوده في نفس البلد لا يدري شيئا عن هذا الغازي ...الصوفية وانتشار الموالد وكل هذا أمر يراد لغيره لا لنفسه ، فالكثير يعتقد بطلان ذلك وأنها خرافات ولكنها كنا قلت أراد لغيرها ، يتم بثها في أوقات محددة لأمور معينة ، قد يدركها البعض ولا يدركها الكثير ، وليس هنا مجال الحديث عن الصوفية و التصوف ، لكن اردت الحديث عن الموالد ، وإعادة بعث بعض الأفكار والطرق سواء كانت صوفية أو غيرها ، هذا الأمر حدث أيام السادات حين أعاد بعث جماعة الإخوان ، وظهرت بعدها الجماعات المتشددة والتكفيرية ، لا يعدو الأمر بعض سوي ترتيب وتنظيم ....افهم يا علوش .
ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا أيام الحرب العالمية الثانية ، وهو أعظم رئيس وزراء في بريطانيا ، قرأت موقفين له الأول انه كان وصديق له ذاهبين إلي مكتبه وكان الكثير من الناس في انتظاره ، وكان معروف عنه أنه يحب الضحك والمرح فقال للناس هل اخبركم بآخر نكتة ، ثم القي عليهم نكتة قديمة مملة فضحك الجميع ، فقال له صديقه إنها نكتة سيئة ، فرد تشرشل أنا أعلم ذلك ولكن كل هؤلاء الناس في انتظاري حتي اقضي لهم حوائجهم ومهما قلت سيضحكون فعلام اتعب نفسي في اختيار نكتة جديدة .
يعني أنهم سيضحكون وإن القي اي كلام مهما كان مملا ولكن الحاجة ستجعلهم يضحكون ، سيكونون مضطرون إلي نفاقه ومداراته ، و سيفعلون ما يرضيه ، ليسهل لهم أمورهم ....افهم يا علوش
الموقف الثاني كان تشرشل موسوليني و هتلر مجتمعين مع بعض ، هتلر قال لتشرشل عليكم أن تستسلموا فقد اوشكتم علي الهزيمة وحدث رهان بينهم ، المهم ... ان النوم سيطر تماما علي رأسي وما عدت أستطيع فتح عيني ...افهم يا علوش .
تعليقات
إرسال تعليق