خواء

خواء
بقلم : محمد فتحي شعبان
يرتفع صوت الشيخ بقراءة القرءان من المسجد ، الناس يتوافدون فرادى كل منهم يريد الجلوس قريبا من المنبر ، مازال في منزله يدور حول نفسه ، ثقيلة هي الحياة ...يتوضأ ...يتعطر ، يخطو خطوات ثقيلة إلي المسجد ...مقيد إليك ما زلت كيف الفكاك منك ... الناس حوله في الطريق ، لم يزل وحده ، يغمض عينيه يتمتم ببعض كلمات ...كل ابن آدم خطاء لكني لم اتوب منك ...تتراجع خطواته يفكر في العودة إلي المنزل مرة أخري ، يسير الناس...يتبع خطواتهم ، عند  باب المسجد يقف يتأمل الناس لكنه لا يري أحد ...كيف الولوج إليك وأنت حصن منيع طلسم لا تعاويذ تحل سحره ....يجلس قريبا من الباب مسندا ظهره إلي الحائط ، تذهب عينيه بعيدا ...يلتصقون به ينظر إليهم يتبسم ، تحلق أعينهم فرحا أنهم معه يحضرون الصلاة ...يرتفع صوت الآذان ينتبه لهذا الصوت الشجي ، غضا مازال نديا ...تدمع عينيه ...يردد الآذان ..يضم ساقيه إلي بعضهما ...يسند رأسه إليهما ...مثل قبر مجهول الهوية لا شاهد له منبوذ ...تعلو أصواتهم فرحا حين يرونه ...تعلو وجهه ابتسامة رضا ، يعلو صوت الخطيب ، بعض المصلين تأخذه غفوة ، يظنه أحدهم نائما فيهزه ..ينظر إليه يتمتم ببعض الدعوات خلف الخطيب ، ..قد كنت لي دعوة لكنها ابدأ لم تستجاب ...يخرج الجميع ، يبقي وحيدا ....أذوب مثل تمثال من ملح اذابه ماء السماء ..خواء ...تتوه قدماه في الطريق ...يتوه الطريق فيه 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم