قرأت لك بانجو بانجو
قرأت لك
الحلقة السابعة عشر
بقلم : محمد فتحي شعبان
بانجو ...بانجو
أسعد الله حياة الجميع ، حفظكم الله ورعاكم ..
في هذه الحلقة لم اختر فقرة من كتاب ولكن اخترت كتاب وهو رواية( بانجو ) للكاتب الساخر يوسف معاطي ، بداية ما اكتبه ليس نقد للرواية لأني لست أهلا لذلك فأنا مجرد قارئ قد يتفكر أحيانا فيما كتب وأحيانا تمر الأشياء مرور الكرام ولكن رواية (بانجو ) رواية خفيفة ساخرة عميقة المعني .
بدأت في قراءتها أمس مع قراءتي في رواية( سيروش ) للدكتورة حنان لاشين وهي الرواية السادسة في سلسلة مملكة البلاغة .
نعود إلي بانجو و بانجو في الرواية هو أحد الشخصيات الرئيسية فيها وهو ليس إنسان إنه حمار وهو الصديق الأوحد ل سنقر بطل الرواية والذي يصاحبه في جميع الأحداث ، هذا تعريف بسيط بالسيد بانجو .
الرواية تدور أحداثها في عصر المماليك أو في عصر إنحطاط المماليك بعد موت السلطان قلاوون ، وتولي أبنائه حتي أصغرهم محمد الطفل صاحب التسعة أعوام ، تصف الراوية احداث تلك الأيام وصف دقيق ينم عن إطلاع الكاتب علي هذه الحقبة الزمنية ومعرفة تامة بما حدث فيها ، فهي تعد رواية تاريخية ولكن بأسلوب ساخر هو أسلوب يوسف معاطي .
سنقر صاحب الحمام الذي توارثه عن أجداده ، وهذه مهنة كانت منتشرة في تلك العصور ، و بانجو حمار سنقر الذي يشاركه حياته وكان صديقه يحكي له كل ما أهمه و أحزانه ، كذا يشاركه فرحه وسعادته ، وكان أمين أسراره ، هذا هو المشهد الأساسي في الرواية وتلك الصداقة الغريبة بين الحمار والإنسان ذكرتني بقصة حمار توفيق الحكيم ( خلال قراءتي للرواية فكرت في إقتناء حمار أنا الآخر لكن ليس هناك متسع له في شقتي ، هل سيشارك أحد الأولاد في سريره ..) نجد الكثير من أمثلة الصداقة بين الإنسان والحيوان فقد قل الصديق الوفي من بني الإنسان .
أحداث القتل التي تدور بين المماليك ويكون ضحيتها عامة الشعب ، فعدد القتلي بين المماليك قليل ولكنهم بين عامة الشعب كثير ، قتل السلاطين ومن يقتل السلطان يتولي مكانه وهو يعلم أنه سيقتل هو الآخر فتلك سنة المماليك التي استنوها ، ومن النادر أن تجد سلطان من سلاطينهم لم يقتل .
الجوع وسوء الأحوال الاقتصادية واحداث النهب والقتل من المماليك الذين أذاقوا الشعب ذل الجوع والخوف ، أجاعوا الشعب ليشبعوا هم ، رغم أنهم جاءوا إلي مصر عبيد ولكن سمن كلبك يأكلك .
سنقر وعشقه لنازك الجارية ، العشق الذي يفعل بالعاشق الأعاجيب ، أيضا شركس بن الخربوطلي النخاس وعشقه لزيتونة الجارية السوداء .
البانجو الذي اكتشفه بانجو الحمار وتلك الجنة الوهمية التي يعيش فيها المخدرون ، الهروب من واقع الحياة إلي الخيال ، واكتشاف الشعب لذلك المكان الذي كان سرا فيعيش الجميع في حالة من التوهان .
دور رجال الدين والشيوخ رغم وجود كل ذلك الفساد ولكن كان لرجل الدين هيبة في نفوس المماليك وعامة الشعب ، فكانوا يوقرونهم ويخافونهم رغم كل ذلك الفساد ، ولكن ...هل استخدموا هذه الهيبة في دور إيجابي للسيطرة علي الأمور ، هذا الكلام أيضا موجود في كتاب ودخلت الخيل الأزهر لمحمد جلال كشك والذي نقله بدوره من تاريخ الجبرتي .
اخيرا القصة فيها إسقاط للأحداث ، وبعض التصورات مما يدور في عصرنا ، فهي حكاية قديمة معاصرة ...
تعليقات
إرسال تعليق