صباح الخير

صباح الخير 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
أسعد الله حياة الجميع ، حياكم الله و بياكم وجعل الجنة سكنا لكم ...
لمن لا يعرف ، اعمل في سوق لتجارة الخضار والفاكهة بالجملة ، والسوق عالم مصغر فيه أتاح لي فرصة التعامل مع أنماط مختلفة من البشر ، ثقافات وافكار و بيئات مختلفة ، فتجد نموذج لكل شىء ، لك أن تتخيل أن هناك من بائعي الخضار من هو حاصل علي ليسانس حقوق ، أو بكالوريوس تربية ، أو خريج علوم ، أو تجارة ، أيضا تجد من كان يوما أمين شرطة أو كان يوما في الجيش ، كذا البائعات ( عالم النساء البائعات عالم متسع متباين بشدة ) ، هناك اختلاف وتباين في الخلفيات الثقافية والبيئية ، أقول إن هذه الفرصة التي اتيحت لي منحتني إلمام بثقافات هؤلاء الناس ، وعاداتهم حتي لهجتهم في الحديث ، فمن يتحدث بلهجة أهل الصعيد مع اختلاف لهجتهم ، فلهجة أهل الصعيد ليست واحدة ، كذا لهجات البدو ووجه بحري ، أتحدث مع كل بلهجته ، مع الإلمام بثقافته وموروثه الفكري
السوق عالم مصغر ، حكاياتي عن السوق وقد كتبت عنه أكثر من مرة ، فكل إنسان فيه يصلح أن يكون قصة ، فهذا الإنسان يحمل حكاية ما بل حكايات تريد فقط من يبحث عنها ، و يغوص في نفس هذا الإنسان ليستخرج هذه الحكايا .
عالم البائعات ...النساء في السوق أكثر من الرجال وحكايات النساء أكثر من حكايات الرجال ، فقد تلم امرأة بحكايات بلدة  وإذا استطعت جذب تلك المرأة لتحكي فقد تسمع اخبار تخصك لا تعلم عنها شيئا .
حالة من الركود في السوق ، عمليات تبادل البيع والشراء منخفضة جدا ، ارتفاع أسعار بشكل غير مسبوق ، الباعة في حالة ضجر وملل مما يحدث ، بعض السلع اسعارها متذبذبة ارتفاعا و انخفاضا ، السوق شبه خالي من الباعة ( اقصد بالباعة من يشترون من تجار الجملة لبيع القطاعي ) ، الكل في حالة شكوى و تذمر .
ورغم كل ذلك وما يشتكي منه الناس من ضيق المعيشة ...سوق الساحل الشمالي رائجة لا تعاني من الركود ، من يرى حفلات الغناء والرقص في الساحل يظن أن أهل هذه البلد كلهم مترفين ، يحضرني مقال قرأته اليوم علي أحدي الصفحات تقول صاحبة الصفحة أنها ذهبت إلي وسط البلد ( في القاهرة ) لقضاء بعض شئونها فاضطرت لقضاء بعض الوقت في أحدي ( الكافيهات ) تقول انها وجدت أن كل ال ( كافيهات ) ممتلئة وتتساءل كيف يشتكي الناس ضيق المعيشة وكل هذه الكافيهات ممتلئة ، أيضا من ينظر إلي الساحل وغيره من الأماكن المشابهة يتساءل كيف يشتكي أهل هذه البلاد الفقر ، لن اطيل الحديث ولكن اقول أنهم يرون بأعينهم هم اي طبقتهم ومن هم شاكلتهم ولكنهم لم يروا الطبقات الدنيا من الناس ( الدنيا ماديا و معيشيا ) ، الناس التي تعاني ضيق المعيشة وسوء الظروف ، أصبحنا كما توقع دكتور احمد خالد توفيق في يوتوبيا ، نحن نسير في هذا الاتجاه .
دمتم بخير ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم