إن أريد إلا الإصلاح

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت 
              هود (٨٨) 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
أسعد الله حياة الجميع ، سدد الله خطاكم ، ويسر لكم الخير كله ، وصب عليكم البركات ، ورزقكم خير العيش والهناء ، وصرف عنكم السوء وأهله ...اللهم نصرك ...اللهم نصرك ...اللهم نصرك ...آمين 
أما بعد : 
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ...الإصلاح من القضايا الملحة ومن المطالب الضرورية ومن الحاجات الأساسية للإنسان والمجتمع ، فكل إنسان يرغب في إصلاح شأنه ومجتمعه والبيئه المحيطة به ، والإصلاح من القضايا الشائكة التي ظهرت علي الساحة الفكرية إذ تختلف وجهات النظر والاراء والنظريات في هذا الأمر ، فكل فرد أو جماعة تنظر إلي الإصلاح بمنظورهم الخاص ، قد ينظر إلي  إصلاح جانب معين دون آخر ، ولكن لا بد لمن يتعرض لفكرة أو قضية الإصلاح من نظرة شاملة لكل الجوانب التي تخص القضية من إصلاح ديني ، وسياسي ،واجتماعي ، وفكري وثقافي .
بداية نقوم بتعريف معني الإصلاح ...
الإصلاح لغة : هو نقيض الإفساد وهو يدل علي إزالة الفساد.
أما اصطلاحا : هو التغير إلي استقامة الحال وإزالة الخلل والفساد الطارئ علي الشيء ويعرف أيضا بأنه إرجاع الشىء إلي حالة اعتداله بإزالة ما طرأ عليه من فساد.
تتفق التعريفات هنا علي أنه إزالة ما لحق بشئ ما من فساد بل وإعادته إلي حالة إعتداله ، ليس الأمر إصلاح جزئي بل إصلاح كلي ، قد يكون علي عدة مراحل إذ لا يمكن الإصلاح في خطوة واحدة ولكن لا بد من وجود الشمولية في النظرة الإصلاحية .
من اهم الخطوات في سبيل الإصلاح ، إدراك ما نحن عليه ، إدراك الوضع الراهن ، بكل مميزاته وعيوبه ، إدراك أننا في مشكلة ما والإحاطة بجوانب تلك المشكلة ، بل الأهم إدراك أننا نحتاج إلي الإصلاح ، إذ أن لو لم ندرك حاجتنا إلي الإصلاح فسيبقي الحال علي ما هو عليه .
إذن فما هو الإدراك : 
يطلق الإدراك علي العمليات العقلية المتضمنة في اكتساب المعرفة والفهم إذ تعد عملية الإدراك احدي وظائف الدماغ عالية المستوي بحيث تشمل : عمليات التفكير ، والمعرفة ، والتذكر والحكم ، وحل  المشكلات كما تشمل عملية الإدراك علي كل من اللغة والخيال .
والإدراك له عدة مراتب أو مستويات 
الأولي العلم : وهو إدراك الشىء علي ما هو عليه إدراكا جازما 
الثانية الجهل البسيط : وهو عدم الإدراك بالكلية 
الثالثة الجهل المركب : وهو إدراك الشىء علي وجه يخالف ما هو عليه 
الرابعة الوهم : إدراك الشىء مع احتمال ضد راجح 
الخامسة الشك : إدراك الشىء مع احتمال مساو 
السادسة الظن : هو إدراك الشىء مع احتمال ضد مرجوح 
إذن نحن نحتاج أولا أن ندرك أننا بحاجة إلي الإصلاح ثم النظرة الشاملة لكل النواحي وايضا تحديد مسار الإصلاح .

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت 
مازال الحديث بقية 

 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم