بحبك يا حمار
بحبك يا حمار
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع ...
بلاتير وانا للأديب الاسباني خوان رامون خمينيث ، بلاتير هذا حمار وهو بطل الرواية ، حمار الحكيم ، رواية للاستاذ توفيق الحكيم ، و بانجو بانجو للاستاذ يوسف معاطي ، بانجو هو الحمار ، وبحبك يا حمار ...الأغنية التي اشتهرت لشعبان عبد الرحيم ، لا أدري ما هي حكاية الحمير ، ولكن الأمر اغواني أن اقتنى حمارا ، قد يكون وراءه سر عظيم لا اعرفه ، لكن اين سيقيم الحمار ، بداية كيف اجعل ( أم العيال ) توافق ان اشتري حمارا وكيف أقنعها انه سيقيم معنا ، قد تصرخ بأعلى صوتها ( الراجل اتجن وعايز حمار يعيش معانا دي الشقة شيلانا بالعافية ، أنت كبرت وخرفت ) هذا اقل شىء اتوقعه ، غير اني سأبيت في الشارع ، وقد يصل الأمر إلي الطلاق ، أما الأبناء سيضحكون أولا ثم ينحازون لأمهم هذا أمر عادي ، تخيلت لو اني استطعت إقناعهم ومر الأمر بسلام ، اين سيعيش الحمار ، في غرفة من ، سفيان مثلا لا يطيق نفسه ولا يطيق أحد ( جابلي العصبي ) ، وإن قلت في غرفة سيف الله فليس له غرفة مستقلة ولا يبيت في البيت بل يمر علينا مرور الكرام ، فهو إما في عمله واما عند خاله أو عمه ، يلم بالبيت الماما ، وقد ينشغل بالحمار فيأخذه معه ويدور الأثنان في الشوارع ، فلن استطيع رؤية الحمار ، أما سهيل قد يأكل الحمار إن جاع ، ومحمد كبير اولادي ( هذا غيري فأنا محمد وولدي الكبير محمد ) لا يطيق أحد أيضا ، إذن سيكون مصير الحمار التشرد ، أحزنني هذا المصير ، وحملت هم الحمار ، ودمعت عيناي ، ثم أفقت علي صوت ( أم العيال ) وهي تصرخ بأعلى صوت تلعن الزواج والعيال ، فحمدت الله اني لم اشتري حمارا .
حاملا في الشهر التاسع ، تمتد بطنها أمامها ( مترين ) ، تدور في السوق تلملم الخضروات المتساقطة علي الأرض ، البعض يعطيها جنيه أو جنيهان ، البعض ينهرها ويسمعها ما يحزن وأحيانا ما يخدش الحياء، كلمات لاذعة ،وما زالت تدور ، لا أحد يدري حكايتها ، مشهدها مشهد غريب في السوق ، هذا أحد مشاهد السوق وغيره الكثير مشاهد النساء والأطفال وبعض من الرجال كبار السن ، يدورون في السوق يلتقطون الخضار والفاكهة الساقطة علي الارض او يجمعون من مقلب المخلفات بعض من ذلك ، ليس الكل فقير فمنهم من يجمع للاغنام ومنهم من يجمع ليأكل ويطعم أبناءه ، وحكايات كثيرة ، هو سوق مليئ بالحكايات.
الأمر مؤلم للغاية ، بالطبع وراء كل امرأة ورجل وطفل من هؤلاء حكاية ما ، يحدث أن ينظر البعض إلي هؤلاء علي أنهم أقل قيمة وأقل شأنا ، يعني إنسان درجة ثانية أو ثالثة أو ليس بإنسان أصلا .
شغوف بالكتب ، تملك الكتب علي حياتي فهي اقرب الأشياء إلي قلبي ، والحديث عنها أحب الاحاديث إلي نفسي ، منذ عدة أيام دار حديث بيني وبين فاطمة زوجتي عن الكتب ، إن أكثر شىء يحزنني عند الموت هو فراقي للكتب وإن أكثر شىء احمل همه إن مت هي الكتب ، من سيعتني بها ، من سيقرأ ، من سيهتم لها ، أسئلة كثيرة ، هكذا حكيت معها ، تغيرت تعابير وجهها قائلة ( أنت مش زعلان إلا علي الكتب ) نعم هي الكتب.
تعليقات
إرسال تعليق