إن أريد إلا الإصلاح اللقاء الثالث

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت 

             هود (٨٨) 

اللقاء الثالث 

بقلم : محمد فتحي شعبان 

أسعد الله حياة الجميع 

أحب أن يكون هذا الحديث تقدمة لما اكتب ...قال صلي الله عليه وسلم ( ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس ، أن يقول بحق إذا علمه ) 

هذا الحديث رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأخرجه الترمذي برقم ٢١٩١ ، وابن ماجة برقم ٤٠٠٧ ، وأحمد برقم ١١٤٧٤ ، الروايات تتقارب ألفاظها ، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة ١/٣٢٤

في اللقاء السابق أوضحت بعض النقاط المهمة التي يجب أن تكون نصب أعيننا حين يكون الحديث عن قضية الإصلاح .

أيضا قبل البدء أحب أن أخبركم وأن تعلموا جميعا أننا مسلمون ، هذه حقيقة غائبة عن أذهان الكثير ، أيضا أريد أن يفهم أو أن يفعل الجميع أمرا وهو أن يمحو من ذهنه ما درسه من تاريخ في المناهج المدرسية فما هو إلا زيف وتزوير ، أنت أيها الأمازيغي وانت ايها الفرعوني ، أنت أيها العربي، وانت أيا ما كنت انت ...دعوها فإنها منتنة ، هذه دعوي الجاهلية ، وقد رفع الله عنا إصرها فما نحن إلا مسلمين و حضارتنا حضارة إسلامية وليست حضارة عربية ولا أمازيغية ولا فرعونية ، هي حضارة إسلامية ، وإن كان للعربية فيها شأن عظيم فهي اللغة التي انزل بها القرءان ، وهي اللغة التي تحدث بها النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، وهي اللغة التي سطع بها هذا النور ، نعم نحن ننتمي للحضارة الإسلامية والتي انصهرت فيها جميع الشعوب التي انتمت للإسلام وعلماء تلك الشعوب والأمم ، إنما دفعهم للبحث والعلم هذا الدين الإسلامي ، وليس هنا مجال الحديث ولكن احببت الإشارة إليها لما بعدها .

قد.تنوعت المناهج و الفلسفات التي قدمت أطروحات من أجل الوصول إلي تعريف لماهية الإصلاح وأركانه ووسائله ، وكلها مرتبطة بعقيدة ما ، وخلفية ثقافية ما ، وإصلاح أمة ما ينبع من داخلها مرتبطا بعقيدتها وثقافتها ، فالعقيدة أمر متغلغل في النفوس كذا الثقافة أمر متغلغل في النفوس يبدأ منذ أن يولد الإنسان ويرتبط به في جميع مراحل عمره ، لذا فإن اختيارنا لمنهج نسير عليه في الإصلاح لا بد أن يكون نابعا من عقيدتنا وثقافتنا ، فلا يصح بحال اختيار منهج لأمة أخري أو حضارة أخري فإن لهم عقيدة وثقافة مغايرة ، فقد يصلح لهم منهج ما ولكن هذا المنهج لا يصلحنا  ،وقد ورد في الحديث ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) 

و مازال الحديث مستمرا