الهوية الإسلامية اللقاء الرابع
الهوية الإسلامية
اللقاء الرابع
بقلم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياة الجميع
ما زال حديثنا مستمرا عن الهوية الإسلامية وقد عرفنا الهوية و الجنسية والأمة والقومية ، و تعرضنا لأهمية التمسك بهويتنا و أيضا تعرضنا لبعض اقوال علماء الغرب عن أهمية الحضارة الإسلامية ، كما تحدثنا عن إمكانية تعدد الهويات لكنها جميعا تكون تحت عباءة الإسلام و لكن ماذا تعني الهوية الإسلامية ...
المقصود بالهوية الإسلامية الإيمان بعقيدة هذه الأمة ، والاعتزاز بالانتماء إليها ، واحترام قيمها الحضارية والثقافية ، وإبراز الشعائر الإسلامية والاعتزاز والتمسك بها والشعور بالتميز و الاستقلالية الفردية والجماعية ، والقيام بحق الرسالة وواجب البلاغ والشهادة علي الناس .
إذن مفهوم الهوية الإسلامية يقصد به الانتماء للدين الإسلامي وهذا ما قام القرءان بالدعوة إليه ...قال تعالي ( يا أيها الناس ادخلوا في السلم كافة ) أن تكون مسلما قلبا وقالبا .
نحاول تبسيط الحديث ...الهوية الإسلامية غير الهوية العربية فليس كل العرب مسلمين وليس كل المسلمين عربا ، الله سبحانه وتعالي اختار أن تكون خاتم رسالة إلي الناس جميعا ولكنه اختار أن تكون بلسان عربي وإن يكون العرب هم القائمين بذلك ، هذه ليست ميزة للعرب رغم أنه تشريف لهم ولكن لماذا كان اختيار العرب لحمل الرسالة إلي الناس كافة ولماذا كانت اللغة العربية ، يتميز العرب بصفات تؤهلهم لحمل تلك الرسالة إلي الناس كان من أهمها الشجاعة والجرأة والاعتزاز بالنفس و العناد ، أما اختيار اللغة العربية فكان لأنها دوما شابة متجددة الشباب تحمل مفردات ومعاني واسعة ، كان العرب هم من تحمل عبئ الصدمة الأولي ، أقصد الصدام مع الأمم والحضارات الأخري ونقل ونشر الدين بينهم وذلك لما تميزوا به من صفات شخصية و جماعية .
مجرد تنويه فهناك حملة شديدة لتشويه صورة العرب و التحقير من شأنهم و محاولة نشر دعوة القومية والتي تعني التمسك بالأرض وبرابط الدم والتاريخ وانتهي الأمر ، ونسي من يحاول التقليل من شأن العرب أنهم من حملوا الرسالة إلي العالم فكان أن صار الناس أمة واحدة هي أمة الإسلام ، هذه الأمة التي ضمت العديد من الثقافات والأفكار و البيئات التي انصبغت جميعها بصبغة الإسلام ، فنحن اولا واخيرا مسلمين ايا كانت القومية وأيا كانت الجنسية .
وقد صور لنا النبي صلي الله عليه وسلم مسألة ضياع الهوية الإسلامية و انسلاخ المسلمين عنها في حديثه ( لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، و ذراعا بذراع ، حتي لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم ، و حتي لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني ، هذا الحديث يبين خطورة الأمر ، وخطورة عدم اتباع المنهج الإسلامي الذي قد يصل بالمسلم إلي حد الإنسلاخ عن الدين ، قد يقول قائل إن تخلط بين الدين والهوية ، لا اخلط بينهم لأنهم في الحقيقة شىء واحد فنحن أمة دينها هو هويتها وبقدر قربنا أو بعدنا عن الدين يكون قربنا وبعدنا عن هويتنا .
وما زال لنا حديث
تعليقات
إرسال تعليق