الهوية الإسلامية ...اللقاء الثاني
الهوية الإسلامية
اللقاء الثاني
بقلم : محمد فتحى شعبان
أسعد الله حياة الجميع
كل أمة ينبغي لها أن تعرف موقعها ومكانها في هذا العالم و و منزلتها بين الأمم ، كما ينبغي لها كذلك أن ترهف الحس لما يدور حولها ويجري في جنباتها و تصغي السمع إلي دوي الحوادث وصخب الأيام وأنين الليالي و زئير الأسود و عواء
الذئاب وتفتح الأعين لترى الرعود والبروق والفتن والإحن ، وتجلو البصيرة لتميز بين الصديق والعدو والنافع والضار والسم والعسل والخير والشر حتي لا تؤخذ علي غرة أو تجري إلي حتفها بظلفها . نقلا من كتاب الإسلام في العقل العالمي للدكتور توفيق يوسف الواعي .
في مقال الهوية ... الأمة ...الحضارة قد قمنا بتعريف الهوية والأمة و الجنسية والقومية ، كذا قد بينا في مقال الهوية الإسلامية اللقاء الأول أنه لا مانع من تعدد الهوية لكنها تنطوي في آخر الأمر تحت عباءة الهوية الإسلامية ، فأنا مصري عربي مسلم أو غير ذلك مثلا إيراني فارسي مسلم ...وكذا تم بيان أن الأقليات غير المسلمة قد نعمت بالأمان والحرية العقدية والفكرية في ظل الأمة الإسلامية بما لم تنعم به الأقليات المسلمة في ظل الأمم غير المسلمة .
في بداية هذا المقال قدمت نقلا من كتاب الإسلام في العقل العالمي للدكتور توفيق يوسف الواعي ، الذي بين فيه أهمية أن تدرك هويتك وموقع أمتك بين الأمم وما يحاك حولك ليتم تمييع هويتك و انتماؤك فتكون بلا انتماء ولا هوية ولا شخصية ، وقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم أن يكون الإنسان إمعة إذا أحسن الناس أحسن وإذا أساء الناس أساء .
من الملاحظ كذلك حين يتم مخاطبة المجتمعات المسلمة مقالات مثل النبي العربي ...القرءان العربي ...الدين المحمدي بدلا من قول نبي الإسلام ودين الإسلام وكتاب الله ، أيضا إثارة النعرات القومية للتفرقة بين جسد الأمة الواحدة فينتمى كل فرد إلي قوميته بدلا من الانتماء إلي الأمة بمفهومها الإسلامي ، فما كان العرب أمة ولا قوة ولا أقاموا حضارة إلا في ظل الإسلام كذلك بقية القوميات و الشعوب التي دخلت في الإسلام فصار الجميع في الإسلام أمة واحدة هي ارقي واسمي الأمم علي مر التاريخ .
كنتم خير أمة أخرجت للناس ...نعم اخرجت للناس من ظلمات الجهالة إلي نور الإسلام فكان الارتقاء والسمو ، وكما ذكرت كان انتماء العلماء إلي الإسلام ..الادريسي مسلم ...الخوارزمي مسلم ....البيروني مسلم ...ابن سينا مسلم ....ابن حيان مسلم...ابن حنبل مسلم ...الطبري مسلم ...إلي غيرهم الكثير والكثير من العلماء الذين أقاموا صرح الحضارة الإسلامية ، لم يكن انتماء اي منهم إلي قومية بل إلي الأسلام ....دعوها فإنها منتنة نعم دعوة جاهلية جاهلة فنحن في الأصل مسلمين ثم يأتي أي شىء بعد ذلك .
جمع الإسلام الناس علي منهج واحد وكتاب واحد وعقيدة واحدة فالمسلم في أقصي الغرب يقرأ نفس القرءان الذي يقرأه المسلم في أقصي الشرق ، وهذا وذاك يصلون إلي نفس القبلة و يحجون إلي نفس البيت فنحن أمة مسلمة الإسلام هويتنا ، نحن أمة حضارتنا مستمدة من كتاب أنزله الله علي خاتم رسله ، الإسلام ذوب الجميع و صهرهم في بوتقة واحدة ،( فالدين ليس بديلا من العلم والحضارة ولا عدوا للعلم والحضارة ، و إنما إطار للعلم والحضارة ومحور لهما ونهج يسار عليه حتي لا ينحرف العلم أو تفسد الحضارة ) ....
لنا لقاء آخر بإذن الله ...
تعليقات
إرسال تعليق