يا ليت قومي يعلمون (2)
يا ليت قومي يعلمون (2)
بقلم : محمد فتحي شعبان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، و أشهد أن لا إله وحده و أن محمدا نبيه و عبده صلي الله عليه وسلم ، ما زال الحديث بيننا مستمرا و ياليت قومي يعلمون ، نعم يا ليتهم يعلمون بما يحاك عليهم من مؤامرات و ما يمكر الناس بهم ، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون
أما بعد ..
هذه فقرة نقلتها عن كتاب أدب الدنيا والدين للما وردي يبين فيها أن طلب العلم لا يقف عن سن معين ولا يحول بين الإنسان وطلب العلم جاه أو سلطان أو سن فمهما كان سنك أو منصبك لا بد لك من طلب العلم لترفع عن نفسك الجهل وتدرك ما حولك .
نقلا عن كتاب أدب الدنيا والدين للما وردي : وذكر أن إبراهيم بن المهدي دخل علي المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه ، فقال : يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء ...فقال : يا أمير المؤمنين شغلونا في الصغر و اشتغلنا في الكبر ...فقال : لم لا نتعلمه اليوم ؟ قال أويحسن بمثلي طلب العلم ؟ قال نعم ...والله لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل .
فكيف يعيش الإنسان قانع بالجهل راضيا لنفسه به ، وهو في إمكانه طلب العلم فصاحب العلم يوشك أن ينجو وصاحب الجهل يوشك أن يهلك .
من الفقرات المهمة التي قراتها في كتاب الجذور التاريخية للتغريب في مصر والعالم الإسلامي للدكتور علاء بكر ...عقد مقارنة بين دخول الحملة الفرنسية إلي مصر ودخول الحملة الإنجليزية إليها وهي في الصفحات ٩٥ ،٩٦ ،٩٧ من الكتاب، فكان هناك رفض تام لدخول الحملة الفرنسية إلي مصر من الحكام والمحكومين رفض من كل الطبقات فكانت مقاومة شديدة ، ولكن ...بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وتولي محمد علي الحكم صار هناك احتكاك شديد بفرنسا خاصة و أوروبا عامة فترك هذا الاحتكاك أثره في نفوس الناس وخلق طبقة ولائها للغرب فلما كان دخول الحملة الإنجليزية كانت المقاومة أضعف وكان هناك طبقة الحكام التي طلبت دخول الإنجليز لحمايتهم وغير ذلك ، يمكن مراجعة تلك الصفحات من التاريخ ، التغريب من العوامل المهمة التي أدت إلي ضياع الهوية الإسلامية ، وتفرق المسلمين ، وأصبح هناك التمسك بالقومية والجنسية بديلا عن التمسك بالأمة .
أيضا في كتاب الإسلام في العقل العالمي للدكتور توفيق يوسف الواعي ...
في الكتاب يكثر الدكتور توفيق من ذكر آراء المستشرقين و علماء الغرب المعتدلين المنصفين للإسلام ، و عقلائهم الذين يرون الأمور بعين الحق يذكر في الصفحات ٨١ ، ٨٢ ،٨٣ من الكتاب قول بعض العلماء من أن الحضارة الغربية لا تستطيع القيام بالدور المرتقب لها في قيادة العالم لأنها فاقدة للمؤهلات التي تؤهلها لقيادة العالم ، ولا العالم الشيوعي أيضا عنده القدرة علي ذلك وذكروا أن الإسلام وحده من يمتلك تلك المؤهلات ...لماذا ؟ وقد ذكر عدد من الاسباب كان أولها وجود عقيدة من أرقي العقائد التي تساهم في بناء الحضارات فهي عقيدة توحيد صافية وثاني هذه الأسباب أنها تحمل روحانية بناءة تلازم كل مؤمن في حياته عامة والسبب الثالث أنها أثبتت في الماضي قدرتها علي تغيير العالم وقيادته وما زالت تحمل في داخلها نفس القدرة علي تغيير العالم وقيادته .
فلا يستطيع منصف أن ينكر دور الحضارة الإسلامية في قيادة العالم ، ولا يستطيع منصف أيضا أن ينكر فضائلها ، يا له من دين لو أن له رجال ...كلنا رجل دين فكل مسلم منا هو داعية إلي دينه وإلي نصرته ، فالدين لا يختص بفئة معينة ولا طبقة محددة ولكن الكل مسئول ...
تعليقات
إرسال تعليق