يا ليت قومي يعلمون
ياليت قومي يعلمون
بقلم : محمد فتحى شعبان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا نبيه وعبده ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله علانية و سرا ، فإنها خير زاد لسفر طويل لعل الله ينجينا .
أما بعد :
فإن الله سبحانه قد أمر عباده أن يتدبروا آياته و يتفكرون في بديع مخلوقاته وقد أمر بالتبصر وإعمال العقل ، ورفع من شأن العلم والعلماء قال أبو الحسن الما وردي في كتابه ادب الدنيا والدين: ( اعلم أن لكل فضيلة أسا ولكل أدب ينبوعا و أس الفضائل و ينبوع الآداب هو العقل الذي جعله الله تعالي للدين اصلا و للدنيا عمادا ) فكمال العقل مناط التكليف - فمن شروط تكليف العبد أن يكون بالغا مسلما عاقلا - ...أما العلم فهو اشرف ما رغب فيه الراغب ، وأفضل ما طلب وجد فيه الطالب و أنفع ما كسبه و اقتناه الكاسب لأن شرفه يثمر علي صاحبه ، و فضله ينمي علي طالبه ، فلا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم ، فشتان بين عالم يرتفع في درجات علمه وبين جاهل يسقط في دركات جهله ، ولذا فإن الله قد ذكر أن أكثر عباده خشية له هم العلماء .
أما بعد
فهذه مختارات اخترتها مما قرات وقد أحببت مشاركتها مع إخواني لعل أن يستفيد منها مستفيد ، وقد اخترت عنوانها قوله تعالي علي لسان صاحب يس ( يا ليت قومي يعلمون )
* يقول الدكتور السيد أحمد فرج في كتابه ( جذور العلمانية ) إن أول ظهور للعلمانية في المنطقة العربية كان مع قدوم حملة نابليون علي مصر ، حيث كان الجنود من الفرنسيين قد تشبعوا بروح الثورة الفرنسية العلمانية الرافضة لكل ما هو ديني ، ولهذا كتب الجبرتي يصف الفرنسيين بأنهم ( لا يتدينون بدين ويقولون بالحرية والتسوية ) و ( أنهم لا يتفقون علي دين فكل واحد منهم ينحو دينا يخترعه بتحسين عقله )
* يقول عبد الجواد يس في كتابه ( تطور الفكر السياسي في مصر خلال القرن التاسع عشر ) : فقد حاول الفرنسيون استعداء المصريين علي الأتراك المسلمين - وذلك في منشورات نابليون - عن طريق بعث الروح القومية الفرعونية والعربية مثيرين بذلك لأول مرة في مصر مفاهيم القومية العلمانية التي كانت قد برزت علي سطح المجتمع الأوروبي بعد هزيمة الكنيسة في صراعها مع الملوك الزمنيين )
* يقول القس إسحق بتلر رئيس الكنيسة الإنجليزية : إن الإسلام ينشر المدنية التي تعلم الإنسان ما لا يعلم والتي تقول بالاحتشام في الملبس و تأمر بالنظافة والاستقامة ، فمنافع الإسلام لا ريب فيها ، وفوائده من أعظم أركان المدنية ومبادئها . نقلا عن كتاب العقل الإسلامي
* يقول هاملتون جب : ليس الإسلام دينا بالمعني المجرد الخاص بل هو مجتمع بالغ التمام و الكمال ، يقوم علي أساس ديني ويشتمل كل مظاهر الحياة الإنسانية ...العقل الإسلامي .
* يقول جورج برنارد شو في بحث له بعنوان ( الإسلام بعد مائة عام ) : إن في المستقبل العاجل عندما يريد الرجال المفكرون أن يلجاوا إلي دين يحمي الفضيلة ، ويقي المجتمع ويكون سببا للحياة السعيدة في البشر ، فسيجدون أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يضمن لهم التقدم والنجاح ، و أول البراهين علي ذلك أن الإسلام لا يمنع اي تقدم سواء كان النهضة الفلسفية أو الكيماوية ، فالإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها ، ولا تحد حسناته والإسلام دين حرية لا استعباد ، وقد قرر أخوة الإسلام منذ ألف وثلاثمائة وخمسين سنة ، وهو المبدأ الذي لم يعرف عند الروم والسابقين ، ولا عند الاوربيين والأمريكيين الحاضرين .
وإذا سألت العربي أو الهندي أو الفارسي أو الأفغاني من أنت ؟ يجيبك أنا مسلم....اما الغربي إذا سألته من أنت ؟ قال أنا إنجليزي ، أو طلياني أو فرنساوي ...فالقرءان يوحد بين أهل العقيدة المشتركة دون أن يجعل اي فرق بينهم بسبب أوطانهم أو جنسياتهم ، لقد نصب الإسلام شابا اسود البشرة أميرا علي جيوش المسلمين وفيها كبراؤهم .
مازال هناك العديد من الفقرات لنا لقاء آخر معها بإذن الله
تعليقات
إرسال تعليق