نادية العلمة ...و أم صالح

نادية العلمة ...أم صالح 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
كان كل شىء عادي حتي سمعنا صوت الصراخ القادم من ناحية بيت نادية العلمة ، اتجهت وعبده المنفي إلي بيت نادية ...كانت أم صالح تصرخ بأعلى صوتها و نادية ممددة فوق الأرض وجمع من النسوة ملتف حولها ، والبعض يحاول تهدئة أم صالح التي ظنت أن نادية ماتت ، كانت مجرد غيبوبة سكر ...نقلت نادية إلي المستشفي ومعها أم صالح ، عدت مع عبده إلي عربة الفول ...ظل صامتا ينظر إلي الفراغ لم أشأ أن اقطع تفكيره ...ذهبت وتركته .
البت بسة كانت في مكانها لم تتحرك ، وجدت صنية فطير زهور أمام باب الدكان  قلبت فيها ، رأيت زهور قادمة من ناحية بيت نادية تبدو عليها علامات التأثر بما حدث لم تكلمني ناولتنى الفطيرة ومضت تدور في السوق .
فتحت الدكان ووضعت كرسي أمام الباب وجلست ، كنت أنظر لبسة ( من تحت لتحت ) دون أن تلحظ نظراتي ، رأيت أم صالح قادمة مسرعة الخطي استوقفتها أسألها عن نادية ردت انها بخير ثم تركتني ، ما زالت صورة نادية وهي علي الأرض تدور في رأسي ...تذكرت حديث عبده عنها ، أخبرني يوما أنها كانت تمتلك عمارة كاملة ولكنها تركتها للسكان ( زهدت الدنيا باللي فيها وبقت تصلي وتصوم ) رغم ذلك ما زال اسم نادية العلمة ملتصق بها حتي عمارتها معروفة باسم ( عمارة نادية العلمة ) ، عادت أم صالح مرة أخري ذاهبة إلي المستشفي كانت تلبس فستان أحمر غامق ( نبيتي ) وقد انعكس لونه علي وجهها فبدت اجمل من كل مرة رأيتها فيها ، حاولت إيقافها لكنها استمرت في السير وقد أخبرتني أنها ستعود إلي بعد عودتها من عند نادية .
لم تظهر زهور مرة أخري يبدو أنها ذهبت لبيتها ، بسة ما زالت مكانها كما هي لا أدري من يحب تلك القطة الشرسة لكن السيد نقاوة يليق بها ( كل حلة وليها غطاها ) هذا ما قالته زهور يوما و إن كنت لا أدري من تقصد .
مع اخر النهار كانت أم صالح عائدة من المستشفي ، كنت اجلس داخل المحل كان الجو بدأ في البرد ، دخلت إلي المحل ألقت السلام لكني كنت سرحان في انعكاس لون الفستان علي وجهها متأملا جسدها وقد بدت امرأة أخري غير التي اعرفها ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم