حكايات كحيان بن عدمان (3)

حكايات كحيان بن عدمان (3)
                 ريييزة 
بقلم : محمد فتحى شعبان 
في السابعة صباحا اذهب إلي دكان  مصطفي اشتري الفول والفلافل ، أيام الشتاء كنت احب الوقوف قريبا من طاسة الفلافل كي أشعر بالدفىء ، بعشرة صاغ فلافل و بعشرة صاغ فول .
كانت امي ترسلتي دوما لشراء البهارات من العطار ، لكن ...قد تطلب مني  فلفل اسود فاشتري كمونا أو تطلب كسبرة فاشتري شطة ،كنت دوما أخطئ في شراء ما تريد ، كنت أردد طلباتها طول الطريق حتي إذا وصلت العطار نسيت فاشتري ما يأتي ببالي .
الشيخ أحمد لم يكن شيخا لكنه صار شيخا لأن بصره كف ثم التحق بمعهد ازهري فالتصق به هذا الوصف ، كان عجيبا ...يغني و يقرأ القرءان ويحكي حكايات في كل شىء ، كنت أقوم بقيادته إلي المسجد ...انبهرت كثيرا بأنه يحفظ الطريق ويستطيع معرفة فئات النقود و تمميزها من بعضها ، في مرة ما حاول تعليمي الكتابة والقراءة أخذ الكراس ثم عدلها بطريقة ما فوق المكتب وكتب فلم يخطئ ، هذا جعلني أشك أنه يرى .
في رمضان ببلدتنا الجديدة كان المسحراتي يمر في وقت مبكر  ، صوت الطبلة كان عاليا وكان صوته جهوري ، اسمعه ينادي اسماء الأطفال في شارعنا و حتي اسماء الشباب ، عرفته باسمي كي ينادي ، في الليلة التالية حين نادي باسمي شعرت بسعادة لا توصف .
لم تكن ريزة سوي طفلة صغيرة ذات عيون سوداء وشعر قريب من اللون البني عندما قدمنا جديدا إلي هذه البلد ، بضع سنوات ودخلت ريزة مرحلة الأنوثة ، تكور ثدييها وكبر حجم مؤخرتها وصار صوتها ناعما ( احلوت في عيني ) ، صرت اتابعها بشغف ، هذه المرة كانت نظرتي مختلفة ، فقد زادت معرفتي بعالم النساء .
اشتعلت النار في محل الفول والفلافل ، كان مصطفي اول من اشتعلت فيه النار ، احترق أربعة اخرون ، ماتوا الخمسة وكان مشهد مرعب لم أراه ولكن حكي الجميع عنه ، اختلفت الحكايا واتفقت علي أنه مشهد مخيف ، كانت المرة الأولي التي اسمع فيها عن حريق كبير ، تخيلت المشهد فلم انم ليلا خوفا من العفاريت ، هكذا قالوا إنهم ( حيطلع عفريتهم بالليل ) ، مرت عدة ليالي وانا في رعب من العفاريت ، بيتنا مسكون عفاريت لكنها عفاريت قديمة كبرت في السن أما عفريت مصطفي طازج وصغير .
فتحت باب الغرفة عنوة ، كانت ريزة تقف أمام المرآة لابسة ملابسها الداخلية ، كانت ثابتة لم ترتبك ، استدارت تنظر لي وأشارت لي ، تقدمت إليها محاولا الامساك ب.....ايقظتنى امي ( منها لله كنت خلاص ) نظرت إليها في غضب فقد كنت أوشكت علي ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم