حكايات كحيان بن عدمان
حكايات كحيان بن عدمان
بقلم : محمد بن فتحي شعبان
كان يا ما كان في سالف العصر و الأوان و ما يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ...
هكذا كانت تبدأ سهير حكاياتها عندظا تحكي لأبنائها عن الشاطر حسن وست الحسن أو عن امنا الغولة والراجل أبو رجل مسلوخة وغيرها من الحكايا التي كانت تقوم باختراعها من وحي الخيال ، بالمناسبة سهير هي امي رحمها الله ، نشأت في بلد قديم يحتضنه البحر و ظهره إلي الجبل كان أهلها من أوائل من سكن تلك البلد عندما كانت خلاء لا أحد فيها ، المهم لا علاقة لكم بهذا الأمر إنه تاريخ العائلة وتاريخ امي ، لماذا تجعلونني احكي لكم ...
في مرحلة ما من عمري كنت احب الجلوس عند تمثال سعد زغلول ، أولي وجهي شطر البحر تذهب نظراتي يمنى ويسري اتابع الغادي و الرائح ، في المساء كانت تمتلئ ( الجنينة ) بالناس ، كان الخواجات يتصورون مع التمثال تصورت مرة مع خواجية كانت حمراء نعم الخواجية كانت حمراء كنت احسبهم بيض البشرة لكن ...هذا ما حدث رأيت الكثير منهم حمر ، ثم عرفت من أحد كبار السن أنهم يشربون خمرا تجعلهم حمر البشرة ، هذا ما قالوه .
بيتنا في البلد القديم كان قريبا من البحر ، وكان كثير من الناس يقول أن البيت مسكون بالعفاريت لم تكن شائعة ولا كذبة فالبيت كان مسكون عفاريت ، كان البيت فيما مضي مستشفي إنجليزي أيام الحرب العالمية ومات فيه الكثير من الجنود الإنجليز ، كنا نسكن الدور الأرضي ، كان اربع غرف في غرفة أسرة ، زوج وزوجة واولاد في غرفة واحدة ، دورة مياه واحدة للغرف الأربع ، هذه بعض التفاصيل الصغيرة .
المهم كان البيت مسكون بالعفاريت وهذا ما يرويه أيضا سكان البيت ، كانوا عفاريت انجليزي علي راي الشيخ أحمد مامي لا تستغرب الاسم ، الشيخ أحمد هذا له حكاية كبيرة قد أذكرها لكم يوما لكن تذكروا الاسم أحمد مامي ، اتذكر اني قمت بدور العفريت يوما ، كان الليل قد تسرب إلي الحارة ولم تكن انوار كثيرة مثل هذه الأيام ، كانت لمبة الجاز ...أخذت ملاية سوداء من ثياب امي ولففت جسدي بها ثم جلست في أحد زوايا البيت ، كان كل من يدخل البيت يصرخ ويجري وانا اكتم ضحكاتي ، حتي جائت خالتي نجاة جارتنا وكانت امرأة رفيعة خفيفة اللحم لكنها جريئة ، جائت ممسكة عصا و تسب و تلعن وبدأت في ضرب العفريت الذي هو أنا ، صرخت و جريت إلي امي اختبئ فيها .
حين قاربت سن الشباب حدثت تغيرات كثيرة ، بنات خالتي نجاة ست بنات كانت اكبرهم اكبر مني بأربعة سنوات و أصغر واحدة فيهن اصغر مني بسبعة أعوام ، كانت تريد الولد فلم يأتي الولد إلا بعد ست بنات ، كنت احيانا اتلصص علي حبال الغسيل لاري ملابسهن الداخلية ، بل كنت انتظر حتي إذا دخلت احداهن إلي دورة المياه كي تغتسل فأطرق باب الحمام متعللا أني أريد الدخول لقضاء حاجتي ، لكن ما أريده هو مشاهدة ملابسهن ، صارت تلازمني هذه الخصلة حتي بعدما كبرت .
كان دخول المقابر فجرا أمر أساسي طوال فترة الصيف ، ليس للزيارة و العظة ولكن كنا نصطاد العصافير أنا وأخي الاصغر ، نحمل معنا الفخوخ والدود و ننصبها بين المقابر و ننتظر حتي تقع العصافير في الفخ ، لم نكن نذهب بما اصطددنا إلي البيت بل كنا نصنع كانونا ونسوي فيه العصافير ، رغم طعمها البشع لكن كنا نشعر بأنه ألذ طعام في الدنيا ...
انتقلنا من البلد القديمة الي بلد أخري كئيبة لا بحر ولا وجوه حسنة ، كانت بلد صحراوية علي أطراف المدينة الكبيرة غالب أهلها من البدو استقروا بها حين أصبحت حضرا فكانت خليطا من الناس من أهل الصعيد ومن أهل الوجه البحري ومن السكندريين ومن البدو ، ثقافات متعددة...انتقلنا إليها في بداية سن الشباب ، كنت اشعر دوما أني غريب عن أهلها ، حتي تعلقت يوما بفتاة بدوية ...
**
لسة حنتقابل تاني مع حكايات كحيان بن عدمان
تعليقات
إرسال تعليق