عصاية أم صالح

عصاية  أم صالح 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
مرت أم صالح في آخر النهار علي الدكان كنت اجلس داخل الدكان ، كان الجو باردا ...كنت أتأمل شكلها بهذا الفستان النبيتي فهي هذه المرة اجمل من كل مرة ، حاولت إطالة الحديث معها لكنها تنبهت لذلك وانهت حديثها و تركتني ، اقبل الليل سريعا ...جاء المنفي لنذهب معا إلي المقهي التي في آخر السوق ، طلبت سندوتشات كبدة من زيزة ...كان المنفي يأنف أن يأكل من هذه الكبدة ، طلبنا شاي وتحدثنا قليلا عن نادية ...أخبرني أنه سيذهب هو وزوجته لزيارتها في الصباح فطلبت منه أن أكون في صحبته ، لم تطل الجلسة في المقهي وانصرف كل منا إلي بيته .
لا احب البقاء وحيدا في البيت يبدو كل شىء حزين ، ليس سوى الجدران احدثها ، تلك الوجوه التي تظهر ثم تختفي ...وجوه كل نساء الحارة تظهر فوق الحوائط ليلا ....لكل واحدة حكاية تحكيها و أحكي معها ...كانت الليلة لأم صالح منذ الصباح وأنا منشغل بها ، المرأة الوحيدة في الحارة التي لا أعرف اسمها الحقيقي ، جاءت من أطراف المدينة من سنوات وسكنت حارتنا كانت وحدها لم أري لها ابنا ولا بنتا ، لهجتها كانت بدوية مثل لهجة زهور ، احيانا اراها تحكي مع زهور فلا أعرف ماذا تقولا ، حاولت التقرب منها لكنها كانت ( نفرية ) حين تشعر اني اريد التودد إليها تنفر مني ، حتي أن صورة وجهها هربت من فوق الحائط و انشغلت بأفكار غريبة تدور في رأسي .
اتي الصباح بعد ألف عام من الليل ، ذهبت إلي المسجد لصلاة الفجر ...لم أري سعيد الأقطش اليوم ، عبده المنفي كما هو في مكانه ...لم أشعر بالرغبة في الجلوس معه اليوم ....لا أدري لماذا اخذتني قدماي إلي المقابر 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم