حكايات كحيان بن عدمان 9

حكايات كحيان بن عدمان (9)
بقلم : محمد فتحى شعبان 
      ربك والحق أنا نسيت الشيخ أحمد مامي ، سنين عدت منذ آخر مرة رأيته فيها ، لكنه خطر علي بالي اليوم في الصبح فجأة ، كان في شبابه واحد من عفاريت الحارة ، كانت امي والجيران يحكون عنه حكايات كثيرة ، كان يذهب إلي المقابر في الليالي المظلمة يحشش هناك ، يأخذ بنات الليل هناك ، كان قلبه ميت ولا يخاف من ربنا .
    رغم أنه ابن مدارس وابن ناس محترمين لكن كان فلتان ، إلي حد جاءت ليلة كان في المقابر وكان سكرانا ، لعبت الخمر به فلم يدري إلا وهو ساقط في قبر قد انهار جانبه ، وكما يحكي أن القبر كان ظلمة كحل وان عفريتا ضربه علي رأسه فصار يتخبط حتي خرج لكنه صار اعمى ، حكايا الشيخ احمد كثيرة المهم أن بعد هذه الحادثة انصلح حاله وتبدلت أحواله ورب ضارة نافعة ، فعاد إلي دراسته ودخل الأزهر وصار شيخا لكنه من غير عمامة ، كان عرق الشقاوة فيه لكنه لا يعطيه فرصة للظهور .
    في اول حياته تزوج من امرأة اكبر منه سنا ، لم تكن تحمل أي ملامح انثي ، غليظة التقاطيع كانت خشنة حتي تشك أنها انثي ، تزوجها بعد موت أمه لتقوم علي خدمته كانت عانس قد كبر سنها وغريبة عن البلد ليس لها أحد ، تزوجها في غرفة أمه القديمة ، أقاموا له زفاف في فسحة الدار ، تجمع النساء والأطفال أما الرجال فكانوا في الفضاء أمام البيت ، بالطبع جلست مع النساء رقصت خالتي نجاة ورقصت امي وخالتي نعمة الله وقتها كنت صغيرا .
    كنت عائد من المعهد دخلت بيتنا وجدت إمارات وبنتها راضية عندنا كانت امي ترقيها ، تخطو فوق مبخرة وامي ممسكة بعروسة ورق تقوم بثقبها بإبرة ، رقيتك من عين فلانة وثقب الورقة ...رقيتك من عين فلانة وتثقب الورقة وهكذا ثقبت عين نسوان الحارة ، اشعلت الورقة ودارت بها فوق راس راضية قالت إمارات البت جتلها نفس من قراية الفاتحة لا بتاكل ولا بتشرب ونفسها انسدت عن العريس ، منها لله اللي عطتلها عين .
   اسمع واري بدون تعليق ...في ذاك الزمن لم يكن تليفونات محمولة كان من يمتلك تليفون أرضي في بيته فهو محظوظ ، لم يكن هناك سوي تليفونين في حارتنا أحدهما عندنا والآخر عن ثريا ام سكسكة ، كانت دقدوقة تتصل من عندنا احيانا تقول انهم إخوتها في بلد مجاورة لنا ، كانت تحاول التقرب مني لكن كنت اخاف من أمي واخاف من عفاريت دقدوقة .
     فارس ...كان الجميع في حارتنا يعرف فارس ابن صباح والسيد الاسود ...كان فارس ولدهم الوحيد علي بنتين لكنه كان شقي و عياره فالت ، إصابته لوثة ...أمه قالت ملبوس ذهبوا به إلي دقدوقة لأجل أن تفك اللبس قالت إن عليه مارد وهي لا تقدر عليه ، لفوا بيه علي المشايخ ولم يفك ولا واحد منهم اللبس ، كان يخلع ملابسه في الشارع ويجري عريانا وكانت النسوان تسبه وتسب أهله ، أما حميدة التي كانوا يقولون عليها فاجرة وعينها يدب فيها رصاصة ، فكانت لا تدير نظرها عنه بل تنظر إليه حتي يختفي من أمامها .
     

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم