خمسة فضفضة
خمسة فضفضة
٢٥/٤/١٥
بقلم : محمد فتحي
أما بعد :
كان يا ما كان يا سعد يا إكرام وما يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ...كانت هذه مقدمة كل الحكايات التي تحكيها لنا جدتي صبيحة ، لا أدري من هو سعد ومن هي إكرام ، قد اكون سمعت الاسماء خطأ ولكن لا يهم الموضوع بسيط .
ظهر فجأة من قلب السوق قاصدا دكان ميرغنى ، قفطانه الابيض وطاقيته تحولا إلي اللون الرمادي من الوسخ الذي عليهما ، طعام الإفطار مازال مكانه ، بعضهم انهي أكله والبعض ما زال يأكل ، جلس بدون استئذان أكل كأنه يأكل في آخر زاده ، لا أحد يعرفه منهم ...لكن الجوع كافر ، ذهب كما أتى اختفي فجأة في قلب السوق .
عطية المجنون يظهر في السوق مع بدء الصباح ،كلما راي أحدا مد يده ( هات جني ) يجمع بعض الجنيهات و يشتري سجائر ثم يوزع ما يتبقي معه علي الصغار ...البت موزة أيضا كانت تأتي بعد الفجر تدور في السوق تلتقط حبات الخضار الساقطة علي الارض ، قد يمنحها أحد بعض حبات الخضار والفاكهة أو بعض جنيهات ، كانت لا ترد يد تلمسها ، سمعتها تحدث أم جمال ( والله يامة جوازة مايلة وراجل زي قلته مش نافع في حاجة ) ، تتصعبن أم جمال و تمصمص شفاهها ، عطية المجنون يجري في السوق وخلفه بعض الصغار ...يضحكون و يقذفونه ببعض حبات الطماطم .
سونسة تأتي متأخرة حينما يعلو النهار ، نحيفة ضئيلة الجسم ، لبسها ملتصق بجسدها الضئيل ، نهديها مثل حبتين برتقال صغيرتين ومؤخرة مثل حبات الزيتون ، تدور في السوق لا تأخذ اقل من خمسة جنيهات ، البعض يلمسها و يحتك بها أيضا .
تنضم سونسة إلي جلسة أم جمال وموزة ، تحكي سونسة وتحكي موزة وام جمال تتصعبن ...عجوز كبيرة الجسد ثقيلة لكنها ودودة ، رغم ذلك جميلة بيضاء مثل القشطة .
الولية حميدة ولية فضيحة و فاجرة وعينها قوية ، هذا ما يعرفه الجميع ، أرض عطشانة و زوجها لا حول ولا قوة ، كانت تتلصص علي عطية المجنون ، يرفع ثوبه و يتبول بجوار اي حائط ، رآه الناس نازلا من بيتها عدة مرات ، كانت تقول انها تطعمه ، لكنه كان ينزل من عندها مغتسلا يقطر الماء من شعره .
كعادتها تدور موزة في السوق مبكرا ، وعطية ينام بجوار حائط من الحوائط ...أستيقظ علي صوت خشخشة كانت موزة منحنية تلتقط شيئا من الأرض ، امسك بها ولم تفلح محاولات الإفلات من يده ...لم تصرخ خوفا من الفضيحة ، لكن انتفخت بطنها ..لم يلتفت أحد ( ليها راجل عايشة علي ذمته ) ، لكنه يعلم أن الذي في بطنها ليس منه .
تناقل الجميع حكايات كثيرة حول عطية و حميدة ، قالوا أنهم رأوه يجامعها بجوار حائط السوق ، البعض قال إنه مخاوي وأنه يجامع العفاريت الإناث فإنهم يحبون المجانين ، سونسة أدلت بدلوها في الحكاية وقالت إنه حاول مرارا أن يعاشرها لكنها تخاف الله ، رغم أن بيتها مفتوح علي البحري و أن كثير من عمال السوق يعرفون سكة بيتها في وقت متأخر من الليل .
أم جمال في مكانها المعتاد جوار الدكان ...لا تحكي كثيرا تسمع من الجميع ، ميادة بنت بنتها كانت معها دوما فتاة صغيرة تثرثر وتحكي في كل شىء ، كان عطية المجنون يمنحها بعض الجنيهات مما يجمعه من الناس ...تشتري حلوي أو كاراتيه ، تجلس بجوار جدتها تدس أنفها في كل شىء ،تسمع حكاوي النسوان وتردد كثيرا مما تسمعه .
كان الحاج سعدني داخلا إلي بيته حين راي عطية يخرج منه ، لعب الشيطان برأسه لكن .....زوجته كبيرة في السن ليست فتاة طائشة ...حين دخل لم يكن أحد في البيت غير وردة التي تساعد الحاجة ...عاد مرة أخري إلي السوق ..لكن ...
موزة تدور ببطنها المنفوخ في السوق ، زوجها يشعر بالقهر ( وهي فرحانة فيه لانه مذلول قدمها ) ، تدور في السوق من بعد الفجر ، تذهب إلي مكان نوم عطية ...صارت علاقة عطية بحميدة مفضوحة لكنها لا تهتم بالفضائح المهم انها تطعمه وهو شره يأكل كثيرا .
يظهر إن عطية خد توكيل النسوان اللي في السوق ...قالها الحاج رضوان وهو يحدث الحاج سعدنى ...كثر الحديث عن عطية وما تفعله النساء به ...فهو مجنون لا يدرك شيئا غير أنه يأكل هذه كانت حجة البعض ، انضم زوج حميدة لجلسة سعدني ورضوان ثم زوج موزة ....حكي الجميع بلا حرج فقد اكل في بيوتهم جميعا ....
تعليقات
إرسال تعليق