هويتنا والصراع الفكري في العصر الحديث 
بقلم : محمد فتحي شعبان 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، و أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له في ملكه و أشهد أن محمدا نبيه وعبده .
أما بعد : 
منذ أواخر القرن الثامن  عشر تواجه أمتنا غزوا فكريا وعسكريا لا هوادة فيه ، فكانت الحملات العسكرية يصاحبها بل و يسبقها حملات المستشرقين التي أخذت علوم المسلمين ، و توغلوا في قلب العالم الإسلامي فخبروا كل شىء فيه ، فكانوا مثل ذئب يتربص فريسته حتي يتمكن من افتراسها .
لما يأس الغرب من الغزو العسكري لبلاد المسلمين كان الغزو الفكري و الحروب الفكرية والتي نجحوا فيها إلي حد بعيد ، فالحروب الفكرية ليست جديدة و لكن أعد لها منذ قرون ، في عصرنا الحديث صار أبناء جلدتنا هم من يحاربون بسيف الغرب باسم التحديث والحضارة والتقدم .
إن من أغراض الحاقدين و المتربصين بالأمة زوالها و إذا لم يتم ذلك واقعيا فمعنويا بذهاب شخصيتها وهويتها ، و ذلك إما أن يكون بمحو ثقافتها وعقيدتها ، أو بالسيطرة عليها ، والهيمنة علي مقدراتها وتوجيهها إلي ما يريدون بها ، لا بد من وجود وعي وإدراك لما يدور حولنا وأن هويتنا والحفاظ عليها هي سبيل النجاة .
نحن كأمة ذات حضارة كانت رائدة العالم لعدة قرون مستهدفين لغزو عسكري و اقتصادي و ثقافي منظم متواصل ، ولا سبيل إلي صد هذا الغزو والعمل علي إبطاله إلا منهج مضاد في مجال العلم والمعرفة تكون هويتنا الإسلامية هي القاعدة له ، ليصبح هذا المنهج رائدا في حيز العمل والسلوك .
يتبع إن شاء الله 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم