وشك في الحيطة

وشك في الحيطة 

بقلم : محمد فتحى شعبان 

   صباح الخير أو مساء الخير عادي يعني الأمر علي السعة ، أصل ممكن تكون بتقري بالليل أو الصبح متشلش هم ، المهم بقي ركز معايا عشان الموضوع طويل ومش عايز حد يتوه ، المعني في بطن الشاعر لكن الشاعر جعان وباطنه فاضية و مفطرش لحد دلوقت .

     في حادثة مأساوية غرق عشرة شباب وهم يحاولون الهجرة إلي إيطاليا ، هجرة غير شرعية  ( عرفي يعني ) هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة ، الكثير يلقي باللوم علي الحكومات ويلعن النظام و يسب الظروف و الايام  وكل شىء يأتي في طريقه يسبه ، ولكن ...مع عدم إعفاء الحكومات من مسؤوليتها فإن أهل هؤلاء الشباب وهؤلاء الشباب بأنفسهم يدفعون مبالغ طائلة إلي سماسرة الهجرة غير الشرعية .

    حوادث الهجرة الشرعية ليست قليلة ، مغامرة محفوفة بالمخاطر ، حين شاهدة جثث الشباب الذين غرقوا وقد شاهدت غيرها ، رأيت ابنائى فقد من الله علي بأربعة أبناء شباب ...إن نظرنا إلي المشهد نظرة مختلفة من جهة أخري ...لما لا يحاول هؤلاء الشباب استثمار ما معهم من مال ( الرد الجاهز هي الحكومة حتسيبنا في حالنا ) وهذا ايضا حقيقي ، مع ارتفاع أسعار كافة السلع والمنتجات أصبحت أموال هؤلاء الشباب لا تكفي إلا ( فرش قطاعي أو بائع متجول ) ، لا بد من حل ...خبراء اجتماع وخبراء اقتصاد و رجال أعمال ، لا بد من التواصل مع هؤلاء الشباب الذين يحاولون الهجرة ، وجود نقاط لخفر السواحل علي مستوي عالي من المراقبة ...والشعور بالمسؤولية لإحباط محاولات الهجرة ، وبدلا من القبض علي هؤلاء الشباب و سجنهم يتم معالجة مشاكلهم .

     تهريب السجائر وغير ذلك وهذا يتم علي الحدود بين ليبيا ومصر ...أمر اشتهر جدا في السنوات القليلة السابقة ، قد يكون اخطر من الهجرة فأثناء التهريب يتم إطلاق النار علي هؤلاء الشباب يموت من يموت و ينجو من ينجو ، شباب كثير من بلدنا وبعض البلاد المجاورة عمل في هذا الموضوع ، البعض قتل والبعض عاد بلا شىء بعد القبض عليه وسجنه والبعض عاد ومعه مال كثير ، ابني سيف كان يريد أن يذهب معهم و يعمل في التهريب وبعد محاولات كثيرة اقتنع أن لا يذهب .

   ما الذي يدفع الشباب لتلك المغامرات التي تؤدي إلي الموت وهو أكثر الاحتمالات توقعا ...فإما أن يموت غرقا أو قتلا بالرصاص أو يتم بيعه لتجار الأعضاء البشرية ( وقد كان هناك عصابة بالفعل تشتري هؤلاء المهاجرين ويتم قتلهم وأخذ الأعضاء الحيوية ثم يتم فرم باقي الجثث و إلقائها في البحر كطعام للأسماك ) ، الأمر اكبر مما نتخيل ويحتاج إلي حل يشترك فيه الجميع ، ليست الحكومة وحدها المسؤولة بل الجميع مسؤول .

    معذرة أنا احتاج هذا الدواء ....الشعوب العربية من أكثر الشعوب إنفاقا علي المنشطات الجنسية هي هي أكثر الشعوب إنفاقا في المظاهر الكاذبة ...في العزوات والافراح وحفلات عيد الميلاد و...غيرها الكثير ...هي هي نفس الشعوب تشتكي الحزن دوما والقهر دوما ويكثر الزوج  الشكوي من زوجته وتكثر الزوجة  الشكوي من زوجها والكل يشتكي من الكل .                                  

   توشك أن تداعي  عليكم الامم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها ...نحن لسنا قلة ولكننا بلا قيمة ولا وزن ، ليس لنا أي تأثير في مجريات الأمور ، غثاء كغثاء السيل ، أما الزبد فيذهب ...ضياع هويتنا ...ضياع انتماءنا ....ضياع كل شىء

وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ، لأن له وزن وله تأثير وله قيمة فيمكث في الأرض .

  واخيرا فإما أن يكون وجهك إلي الحائط فلا تري شيئا وإما أن تجعل ظهرك إلي الحائط لترى ما حولك .

سلام ....!!!