عزازيل ...يوسف زيدان

عزازيل ...يوسف زيدان 
بقلم : محمد فتحى شعبان 
أسعد الله حياة الجميع ...
     قراءة في رواية عزازيل للأستاذ الدكتور : يوسف زيدان 
بداية لست مؤهلا لتقديم نقد لأي نص أدبي ولكن ما اكتب ليس سوي قراءة قارئ شغوف بالكتب .
   ( كل شىء دائري يعود إلي ما منه بدأ و يتداخل مع ما به اتصل ، فليس ثمة بداية ولا نهاية علي الحقيقة ، وما ثم إلا التوالي الذي لا ينقطع ...هيبا الراهب ) ...فيلسوف هو هيبا ...فيلسوف هو يوسف زيدان ، عزازيل قطعة فلسفية جميلة ...قطعة تاريخية رائعة ...قطعة موسيقية تقرأها و انت تتمايل طربا ، لم تكن عزازيل لقائي الأول مع دكتور يوسف زيدان ، كانت قبلها فردقان وهي رائعة بحق ، تستلهم عزازيل التاريخ ينسج دكتور يوسف رواية خلفيتها بدايات تاريخ النصرانية أو المسيحية في مصر ثم في سوريا .
   تنم الرواية عن خبرة دكتور يوسف ومعارفه الواسعة بالتاريخ والجغرافية حتي في دقائق الأمور ...وصف الاماكن بدقة والاسماء التاريخية للمدن والبلاد ، تواريخ الأحداث .
    عزازيل رحلة داخل النفس البشرية ، رؤية فلسفية للأحداث ...عزازيل ليس شيطانا و إنما هو صوت النفس و الوجه الآخر للإنسان ...الوجه الخفي الذي لا يريد لأحد أن يطلع عليه ...بداية حياة هيبا مشهد مفزع وهو قتل أبيه علي يد مجموعة من المتعصبين الجهلة وقتلوه باسم المسيح ثم ها هو هيبا ينضم إلي اتباع المسيح ولكن بفكر آخر و بقلب آخر ، رحلته من بلده في صعيد مصر حتي دخوله الأسكندرية وهي معقل المسيحية في مصر بل وفي الشرق في ذلك الوقت ، لقاؤه مع اوكتافيا وما حدث بينهما ، الضعف البشري أمام الجمال وأمام الشهوة ...النفس البشرية لها رغبتها والتي يضعف الإنسان أمامها ...السقوط ثم العودة ...هيباتا ....مشهد قتلها هذا المشهد شعرت بأن قلبي يذبح وانا اقراه ...مشهد موت اوكتافيا ....مرت بذاكرتي كل المشاهد السابقة وانا اقرا هذا المشهد ...هروبه و دخوله إلي القدس و لقاؤه مع نسطور والتوافق الفكري بينهما ..ذهابه إلي الدير القريب من أنطاكية ، لقاء هيبا و مرتا والعودة إلي الضعف البشري ...الخلاف بين بابا الإسكندرية و نسطور ، التعصب الشديد للرأي .
    كنت أقرأ عزازيل و كأن احداثها تمر أمام عيني اسمع اصوات شخصياتها أري ما يجول داخلهم ، اراهم أمام عيني علي الحقيقة ...أنها تغوص في النفس البشرية تستخرج الكامن فيها ...تسبر اغوارها ...احببت اوكتافيا و عشقت مرتا ... و عظمت هيباتا وتحدثت مع نسطور ، واشتعلت نفسي غيظا مع كثير من الأحداث ...كدت أن أتعارك مع بعض الشخصيات ....عزازيل لم يكن وهم ولم يكن شيطان ..ولكن كان الوجه الآخر للإنسان الذي يحرص دوما إن يبقيه مخفيا عن عيون الجميع ...
تحياتي لدكتور يوسف زيدان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية شاعر

سيرة ذاتية

حكاية شاعر ..علي الجارم